شهدت العاصمة اليمنية صنعاء أمس خروجا لآلاف المواطنين في مظاهرات معارضة ومؤيدة للرئيس علي عبد اللّه صالح الذي ألقى بدوره خطابا أعلن فيه أنه على استعداد للتخلي عن السلطة، لكن على أساس سليم. واصفا من يقف خلف الأزمة التي تعصف بالبلاد بمجموعة من العملاء الحاقدين. وقال صالح في كلمة أمام حشد لمؤيديه بميدان «الصعبين» عقب صلاة الجمعة وقدرته السلطات بنحو مليوني متظاهر: «نحن مستعدون لتسليم السلطة، لكن شريطة تسليمها لأياد أمينة من مناضلي ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر». الغوغائيون والفوضويون وأضاف الرئيس اليمني قائلا: «إن جمعكم بهذه الملايين يعد بمثابة استفتاء ضد من يدعو لعدم الاستقرار وضدّ استمرار الوحدة»، مؤكدا استعداده للحوار مع الشباب المعتصمين بساحة التغيير بجامعة صنعاء والاستماع لمطالبهم. واقترح صالح على الشباب المعتصمين تشكيل حزب سياسي ليتسلموا السلطة مؤكدا أن السلطة لن تسلم للفوضويين والغوغائيين. كما اتهم كل من المعارضة والحوثيين و«القاعدة» بأنهم يريدون الفتنة وتمزيق اليمن، وطالب كبار القادة العسكريين المنشقين عن جيشه بالعودة الى صفوف الشرعية الدستورية. وأوضح قائلا: «واجهنا محنا ومصاعب أكبر من مصاعب اليوم خلال التآمر على الوحدة اليمنية عامي 1993 و1994 ونحن صامدون وثابتون أمام التحدّيات وكل من يراهنون على الفتنة». وتابع: «نحن مع مطالب الشباب في التغيير نحو الأفضل، لكن عبر الشرعية الدستورية وليس من خلال الانقلابات والفوضى والتخريب ونحن عندما نقدم تنازلات فهي من أجل حقن الدماء». جمعة الزحف وفي أول تعليق على خطاب الرئيس صالح قال الناطق باسم اللقاء المشترك للمعارضة اليمنية: «إذا كان الرئيس صادقا في قوله بأنه سيسلم السلطة لمن يثق بهم سنعطيه فرصة 24 ساعة ليثبت أنه صادق». أي أن المهلة تنتهي اليوم. ويأتي ذلك في الوقت الذي احتشد فيه معارضو صالح في مظاهرات أسموها «جمعة الزحف» وقد انضمت جموع كبيرة الى الآلاف من المعارضين المعتصمين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء وعرضوا صورا كبيرة لأكثر من خمسين شخصا قتلوا الجمعة الماضية. ونصب الجيش وناشطون من المعارضة حواجز عند مدخل ساحة الاعتصام قرب الجامعة، حيث قاموا بتفتيش الداخلين الى مركز الحركة الاحتجاجية وأفادت الأنباء بأن الجيش أطلق أمس الرصاص في الهواء لمنع أنصار الرئيس اليمني من الاقتراب من المحتجين في العاصمة صنعاء. كما أكدت مصادر في المعارضة أن السلطة تحشد أعدادا كبيرة من المواطنين والقبائل وتوزع عليهم الأسلحة لاستخدامهم كدروع بشرية لحماية قصر الرئاسة من أي زحف محتمل عليه من قبل المعتصمين. وأفادت مصادر إعلامية أن رحلات الطيران المغادرة لصنعاء امتلأت بالكامل نتيجة اقبال السفارات الأجنبية على إجلاء موظفيها وعائلاتهم.