منذ انبلاج فجر ثورة 14 جانفي والسعي الى كشف بؤر الفساد المعششة في مختلف المجالات والرياضة منها متوصال ودؤوب حتى نبني تونسالجديدة على اسس صحيحة وثابتة.. في هذا الاطار اتصل ب«الشروق» مدربون ومصارعون ليكشفوا لنا مواطن الفساد في هذه الرياضة التي طالما شرفت تونس وكان بامكانها فعل المزيد لو توفرت شروط النزاهة في المسؤولين عنها حيث أفادنا المدير الفني لنادي التبغ والوقيد عبد الله رحومة ان السيد نور الدين السليني قد تولى رئاسة الجامعة التونسية للمصارعة منذ 14 سنة وتراجعت خلال هذه المدة التي التحم فيها الكرسي بالمسؤول نتائج المنتخبات الوطنية بشكل لافت أرجعها المدرب عبد الله رحومة الى سوء التسيير ورفض رئيس الجامعة التفاعل مع المواقف التقييمية والآراء النقدية والبرامج التحضيرية الصادرة عن اللاعبين والفنيين والاعلاميين وقد حرص محدثنا على دعوة بعض زملائه لتقديم شهادتهم لجريدة «الشروق» منهم البطلة ريم قرام، ومدرب الترجي عمر باش حامبه. مازلنا في انتظار وعود وزير الرياضة ذكر محدثونا بالاعتصام الذي نظمه العديد من اللاعبين والمدربين وطالبوا فيه بتغيير رئيس الجامعة نظرا الى التجاوزات الادارية والمالية التي قام بها ورغم أنهم تحدثوا مباشرة الى وزير الرياضة وتلقوا وعودا بدراسة مطالبهم لكنهم لم يلمسوا أي اجراء اذ واصل السيد السليني حسب قولهم التسيير رغم عدم حضوره الى الجامعة اذ يمضي على القرارات وهو قابع في بيته أو من ومقر عمله الاصلي. استخفاف بأموال المجموعة الوطنية واقصاء الكفاءات أجمع محدثونا أن السيد نور الدين السليني يتصرف بشكل اعتباطي لا يخضع الى أي معايير علمية أو رياضية في توظيف الميزانية المخصصة للمدربين والتربصات وقد ذكروا لنا أمثلة مثيرة للدهشة منها ما أفادنا به مدرب الترجي عمر باش حامبة من أن ابن رئيس الجامعة يدرس برومانيا لذلك تشبث بممرن من هذه البلاد ومنذ تم تعيينه لم يقدم أي اضافة وقد استخلص جل المتابعين أن تشبث رئيس الجامعة به يندرج في اطار تبادل المصالح الطريف أن باش حامبة لما توجه الى المجر للمشاركة في كأس العالم أصر السيد السليني على مصاحبته لا لمقصد تأطيري انما لكي يزور ابنه في رومانيا وقد حصل هذا فعلا!!!! كما أضاف السيد عبد الله رحومة أن الجامعة قد تكفلت بتربص تكويني للمدرب عجلاني النبهاني في ايطاليا لكن حالما أنهى تربصه تحول الى الخليج دون أن يقدم أي خدمة للرياضة التونسية في المقابل أقصى رئيس الجامعة بالتنسيق مع المدير الفني عديد الكفاءات منهم من قضى نحبه مثل المرحوم علي الغربي الذي لم يحظ بأي تكريم في حياته أو بعد مماته رغم فضله على كثير من الأجيال ومنهم من ظل يواجه محنة المصارعة كعامر الدريدي وأحمد السوداني وحبيب لكحل... إجازات وهمية ورياضة من ورق!!! أكد لنا عبد الله رحومة أن الاندية تنال منحا مالية مشروطة بعدد مخصوص من المجازين (حوالي 200) لذلك يقع حث الجمعيات على استقطاب المصارعين والمصارعات «حتى من الشوارع» وتسلم مضمون وصورة شمسية ولا يهم ان واصلوا التدرب أو امتنعوا المهم هي الارقام والملفات حتى تتباهى ليلى بن علي أمام نظيراتها العربيات بأن الرياضة النسائية بخير وأن عدد الاجازات قد تضاعف بفضل «سياستها الحكيمة» ورؤيتها «المستقبلية الثاقبة» والحال أن أفضل مراكز التكوين كما أكدت لنا البطلة الافريقية والمدربة ريم قرام لا يتجاوز عدد المتدربين فيه العشرين مصارعة لكن الارقام تصل الى راعية «الرياضة النسائية» مضخمة بعد ان توضع في خميرة التزوير. التدارك في الوقت الضائع ذكرت لنا بطلة افريقيا ريم قرام التي جمعت بين التجربة الميدانية والكفاءة العلمية أنها وزملاءها المشرفين على مراكز التكوين لم يحصلوا على جراياتهم منذ ثمانية أشهر وقد طالبوا بحقهم بكل السبل المشروعة الا أنهم لم يحصلوا على قسط من حقوقهم الا بعد الثورة (جراية خمسة أشهر).