تعرف جامعة المصارعة مثل كل الجامعات الاخرى عديد الصعوبات هذه الأيام وذلك بسبب العلاقة الصدامية في أغلب الأحيان بين رئيس الجامعة وعديد الرياضيين المنتمين الى هذه الرياضة سواء مسؤولين او فنيين وكنا في أحد الاعداد الفارطة تعرضنا الى هذه العلاقة المتوترة وها أننا نعود لها اليوم بأكثر تفصيل. عديد المنتمين لهذه الرياضة اتصلوا ب«الشروق» بعد المقال الصادر سابقا وأرادوا ان يدلوا بدولهم رغبة منهم في إفادة الرأي العام وكذلك وهذا الأهم حسب رأيهم غيرة على هذه الرياضة التي جعلت منهم «رجالا ونساءً» على حد عبارتهم وبدل الحديث اليهم فرادى كان من الافضل جمعهم ذات مساء وهو ما كان فعلا عندما التقينا السادة والسيدات الآتي ذكرهم عبد االله رحومة الغني عن التعريف ويكفيه فخرا انه ممثل المصارعة الافريقية والعربية في أمريكا وهو يعتبر من مؤسسي رياضة المصارعة وفضيلة اللواتي وريم قرام البطلتين الغنيتين عن كل تعريف وسيف الدين السويبقي أحد أبرز المختصين في المصارعة وهو أستاذ رياضة وله الدرجة الثالثة وحكم فيدرالي. لن يصدقك أحد في ردهم على رئيس الجامعة السيد نورالدين السليني قال الحاضرون ان انجازاتهم وبطولاتهم وما قدموه لرياضة المصارعة يجعلهم في غنى عن تقديم أنفسهم وتعديد خصالهم ويؤكدون ان الشعب التونسي يعرف ويفرق بين من ترك دماءه وضلوعه فوق «البساط» ومن ركب هذه الرياضة لأغراض كان يرددها الجميع همسا في العهد السابق ويجهرون بها اليوم. وتقول فضيلة اللواتي ان معاناتها انطلقت منذ سنوات عندما سعى رئيس الجامعة إلى إبعادها بكل الطرق ولن تنسى عندما أصيبت سنة 2001 ورفضت الجامعة التكفل بالتداوي ورفضت عودتها حتى بعد ان تدبرت أمرها وأجرت العملية. من ناحيتها تشير ريم قرام ان رئيس الجامعة كان واضحا الى أبعد الحدود في تنفيذ مخططه المتمثل في ابعاد رموز هذه الرياضة واحاطة نفسه بأشخاص ليسوا من الاختصاص أصلا أولا ليضمن عدم التدخل او النقد وثانيا لأنهم لا يغيرون على هذه الرياضة ولا ينزعجون حتى لو عادت عديد السنوات الى الخلف وقد أكد الحاضرون ان أغلب العاملين في الجامعة سواء الفنيين او المسؤولين ليست لهم اية علاقة بالمصارعة وتقول قرام إنها قبلت ذات يوم تحديا من نوع خاص عندما تم تعيينها (في شكل عقوبة) في مركز توزر الذي كان مغلقا منذ سنتين وذلك قبل 50 يوما من انطلاق احدى التظاهرات فحققت نتائج مذهلة والثاني في الترتيب العام ولكن ذلك لم يشفع لها. وبعد عديد المؤشرات تأكدت قرام وكذلك اللواتي ان قرار الابعاد كان مدبّرا ولا رجعة فيه ذلك ان اللواتي وصلها عرضان من فرنسا وكانت العقود جاهزة وليست في حاجة الا لموافقة الجامعة والوزارة ولكن السيد نورالدين السليني رفض تسريحها رغم انه رفض عودتها ايضا. وداعا للمصارعة التونسية بالاضافة الى كل هذا يؤكد الحاضرون ان المصارعة التونسية مهددة بالاندثار خاصة بعد توقف النشاط تقريبا بسبب غياب الاندية اذ يقول السيد عبد االله رحومة ان البطولة كانت تتكون في عهد المرحوم أحمد بوغنيم من 16 فريقا وتدور بمعدل جولة كل يوم أحد لكنها الآن تنتهي في يوم واحد لأنها ببساطة تتكون من 4 فرق ولذلك وجد عديد الابطال أنفسهم في حالة بطالة ولذلك اقترح رحومة اجراء دورات مرة كل 10 أيام ولكن الى يوم الناس هذا ليس هناك اي تحرك وقد تم إبعاد أبناء هذه الرياضة مثل عامر الدريدي وأحمد السوداني وأحمد الغربي وخليفة بالناصر. أغرب الغرائب يقول السيد عبد االله رحومة ان جامعة المصارعة أصبحت جامعة الغرائب ويذكر كدليل على ذلك أن رئيس الجامعة اقترح ذات يوم ان يرسل كل ناد مصارعا يعتقد انه قادر على البروز للمشاركة في تربص المنتخب بعين دراهم ولذلك أرسل هيكل عاشوري عن نادي التبغ والوقيد ففاز على المصارعين الاربعة المكونين للمنتخب ولكن تم تجاهله وعاد الى العاصمة وقيل إنه مجرد بطل محلي ولا يمكن أن يكون قاريا وبعد فترة طويلة وضغوطات من وسائل الاعلام الحق بالمنتخب وفاز على المصارع المصري الحامل للقب الافريقي والذي كان مرشحا للألعاب الاولمبية وافتك منه العاشوري هذا الترشح. ارحل يرى سيف الدين السويبقي أستاذ الرياضة والمختص في المصارعة ان رئيس الجامعة استفاد كثيرا في العهد السابق دون الدخول في التفاصيل والغريب انه هو الوحيد في تونس الذي مازال يتصرف وكأنه مازال يعيش مرحلة ما قبل الثورة ومازال يشعر انه الآمر الناهي ومازال يهدد المختلفين معه ومازال يمارس سياسة فرق تسد. وما زال يتمتع بحصانة لا يعرف أحد من أين يستمدها ويرى السويبقي انه لابد من انقاذ هذه الرياضة ولابد ان يدافع عنها أبناؤها ويحموها من الدخلاء لأنها ببساطة رياضة «الزواولة» الذين اندلعت من أجلهم الثورة. وحماية هذه الرياضة لا تتحقق الا برحيل رئيس الجامعة الحالي دائما حسب من حضروا هذا اللقاء الخاطف.