قصفت قوات «التحالف الدولي» أمس مدينة سبها بجنوب ليبيا مما أسفر عن سقوط عديد الضحايا فيما أوقفت قوات القذافي زحف الثوار في اتجاه مدينة سرت وقصفت بدورها مدينة مصراتة حيث سقط أيضا عديد الجرحى... وحسب متحدث باسم الحكومة الليبية، فإنّ التحالف الدولي شنّ منذ السبت الماضي غارات جوّية وقصف بالصواريخ طرابلس والزوارة ومصراتة وسرت.. وذكر المصدر أن هذه الغارات خلّفت 84 قتيلا وجريحا. غارات وأوضح أن غارات «التحالف» أصابت أيضا «مرفأ صيد صغيرا» يقع على بعد 27 كلم غرب طرابلس. وأضاف أن هذه الهجمات أوقعت 300 قتيل ومصاب ودمّرت العديد من مساكن المدنيين والمباني الحكومية والمنشآت العسكرية والمطارات. وقال التلفزيون الليبي إن مناطق مدنية وعسكرية قُصفت على أيدي من وصفهم ب«المعتدين الصليبيين المستعمرين». وفي الوقت نفسه ذكر شهود عيان أنّ ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب 24 في مصراتة مساء أول أمس حين أطلقت قوات العقيد قذائف مورتر وهي تتقدم صوب المدينة من جهة الغرب. وقال شهود عيان إنّ قوات القذافي ارتكبت مذبحة حقيقية.. وأشاروا الى أنّ عديد الجرحى في حالة حرجة وفقدوا أجزاء من أجسادهم».. من جهة أخرى نقلت قناة الجزيرة الفضائية عن متحدث باسم المعارضة في زنتان قوله إنّ قوات القذافي قصفت بلدة زنتان بغرب ليبيا بالصواريخ في وقت مبكر من صباح يوم أمس. وتابع المتحدث أنّ قوات القذافي أطلقت الصواريخ من مواقع شمالي البلدة. وفي تطوّر ميداني آخر تصدّت كتائب القذافي صباح أمس الى زحف الثوار وأوقفت تقدّمهم على بعد 140 كلم شرق مدينة سرت مسقط رأس القذافي التي تعرضت بدورها ليلا الى قصف قوات التحالف الدولي الذي باتت عملياته تحت قيادة حلف شمال الأطلسي. وقامت قوات النظام صباح أمس بدوريات في سرت التي تعدّ 120 ألف نسمة وتقع على الطريق الرئيسية المؤدية الى طرابلس (360 كلم شرقا) لكنها لا تزال تحت سيطرة القوات النظامية. وساد الهدوء شوارع المدينة التي خلت من المارة وأغلقت محلاّتها التجارية، وفق ما أفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية. الثوار يزحفون كما خلت المدينة من أي مؤشر يدّل على وجود الثوار الذين يزحفون بسرعة منذ ثلاثة أيام من معقلهم في بنغازي (شرق) نحو غرب البلاد مستفيدين من الضربات الجوية الدولية التي تستهدف قوات القذافي. وحلقت طائرات التحالف مجدّدا أمس في أجواء سرت التي اهتزت مساء أول أمس وصباح أمس بسلسلة من الانفجارات. ولم تطلق المضادات الأرضية نيرانها في هذه المدينة التي فرّت منها عشرات العائلات أول أمس. وأكد مسؤول في قوات القذافي أمس أنه لم يقترب أي من الثوار من هذه المدينة بينما قال عسكري من القوات الحكومية إنه متوجه الى الجبهة في بن جواد على بعد 140 كلم شرق سرت. وقد استولى الثوار أول أمس على بن جواد بعدما استعادوا مدينة راس لانوف النفطية في سياق زحفهم نحو الغرب.. لكنهم تعرّضوا صباح أمس الى نيران رشاشات ثقيلة من قوات القذافي التي قدمت في سيارات مكشوفة من الطريق التي تربط بن جواد بالنوفلية في اتجاه سرت في منتصف الطريق بين طرابلس وبنغازي. وفي سياق متصل شنّ الثوار في مدينة بنغازي حملات اعتقال لمجموعات من أعضاء ما يعرف في نظام القذافي بحركة «اللجان الثورية»بعد بلاغات تلقاها الثوار» تفيد بوجود خلايا للجان الثورية تعمل على زعزعة المجتمع والتخطيط لأعمال فوضى على حدّ قولهم. وفي تطور آخر انتحر أحد أبرز أعضاء اللجان الثورية وهو صالح الشريف الشهير في بنغازي باسم صالح المجرم بعد أن حاصره الثوار أمام منزله وطالبوه بتسليم نفسه فرفض وبادلهم اطلاق النار ثم وجّه بندقية الكلاشنكوف إلى رأسه وأطلق النار.
