قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس ان العمليات العسكرية في ليبيا ازدادت تعقيدا بعد أن تبنّت القوات الموالية للعقيد معمر القذافي أساليب «صعبة» تمكّنت من خلالها أيضا من إجبار الثوار على التراجع في البريقة. وقال مراقبون إنه يتعيّن على حلف شمال الأطلسي الذي يتّهمه الثوار بالبطء في شنّ الغارات الجوية أن يتعامل مع حقيقة أن قوات القذافي غالبا ما تكون متمركزة في أماكن قريبة جدا من المدنيين. طلب رسمي وصرّح جوبيه «لقد طلبنا رسميا ألا تكون هناك أضرار جانبية على السكان المدنيين». وأضاف «من الواضح أن هذا يزيد من صعوبة العمليات». وتابع أنه سيناقش الأمر خلال بضع ساعات مع رئيس الحلف. وأوضح في حديث لمحطة «فرانس أنفو» الاذاعية «الوضع غير واضح... هناك خطر الدخول في مأزق». ومضى يقول «الوضع في مصراتة لا يمكن أن يستمر». وأبدى الأميرال ادوارد جيو، قائد القوات الفرنسية المسلحة من جهته إحباطه إزاء وتيرة عملية الحلف لحماية المدنيين. وأضاف «أود أن تسير الأمور بخطى أسرع لكن كما تعلمون جميعا فإن حماية المدنيين تعني عدم القصف بالقرب منهم وتابع «هذه بالتحديد هي الصعوبة في الأمر» مشيرا الى أن قوات الحلف تركّز نيرانها على مصراتة في حين تحاول وقف أي نقل للأسلحة باتجاه طرابلس. وأعلنت مساعدة المتحدث باسم الحلف الاطلسي أمس أن الحلف سيفعل كل شيء لحماية المدنيين في مصراتة. وأضافت «مصراتة هي بالطبع أولويتنا» مشيرة الى أن محادثة هاتفية ستجري بين الأمين العام للحلف راسموسن وجوبيه حول هذه المسألة. من جهته قال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أمس إنه سيكون بمقدور الثوار الليبيين ارسال امدادات عبر البحر لسكّان مصراتة. وأضاف الوزير الفرنسي في تصريحات صحفية أن التحالف الدولي «رأى أن سفنا تابعة للثوار يمكن أن تبحر من بنغازي لنقل المواد الغذائية والامدادات الأخرى لمصراتة». وأوضح أنه في وقت سابق كان الحظر يقضي بعدم السماح لأي سفينة بإمداد أي مدينة. قصف... وضحايا جدد ميدانيا قصف الطيران البريطاني 12 دبابة ومدرعة لقوات القذافي في مصراتة وسرت، وفي ما أعلنته وزارة الدفاع البريطانية أمس. وفي تطوّر آخر قال أحد الثوار الليبيين أمس إن شخصين قتلا وأصيب 26 آخرون بجروح في قصف مدفعي شنته الكتائب الامنية الموالية للعقيد معمر القذافي. وأفاد رجل آخر من الثوار أن القوات الموالية للقذافي قصفت مصراتة لكن القصف توقّف الآن... الهجمات كانت أساسا حول الميناء ومنطقة شارع طرابلس قرب وسط المدينة. وأضاف المصدر أن الموقف يزداد سوءا كل يوم وأن عمليات حلف الأطلسي كانت غير فعّالة بمصراتة مشيرا الى أن المدنيين يموتون كل يوم. وقال أيضا «إنه يتعين على الحلف أن يجد سبيلا لاخراج القناصة والعصابات المسلحة في السيارات المدنية الصغيرة». وفي الوقت نفسه تواصلت معارك الكر والفر بين الكتائب الموالية للقذافي والثوار على مشارف ميناء البريقة النفطي شرقا، واستهدف قصف عنيف بالصواريخ والهاون أوّل أمس قافلة للثوار بها عشرات السيارات عند منتصف الطريق بين البريقة وأجدابيا وهو ما دفعهم الى التراجع الى هذه البلدة الاخيرة التي تعدّ بوابة بنغازي. وتحدّث مراسل «الجزيرة» عن هجوم شنّه الثوار من عدة محاور بمنطقة الاربعين شرقي البريقة الى حيث زحفت كتائب القذافي مجبرة الثوار على التراجع الى مواقع خلفية تحت قصف مدفعي شديد في اليوم السادس من المعارك للسيطرة على الميناء النفطي الهام. وأظهرت صور بثتها «الجزيرة» قصفا شديدا استهدف قافلة الثوار الذين نقل عنهم مراسل «الجزيرة» حديثهم عن امدادات سلاح لم تستعمل من قبل تصل الآن الى كتائب القذافي في البريقة. وفي بلدة القلعة بالجبل الغربي أصيب عدد من الثوار في معارك مع الكتائب التي تتمركز بالمنطقة الشمالية الشرقية قرب يفرن وتقصفها بالصواريخ واستطاعوا ارغامها على التقهقر من الجهة الجنوبية الشرقية للبلدة. كما واصلت الكتائب محاولات اقتحام مدينة «الزنتان» وسط الجبل الغربي وإحكام حصارها من الجهات الشرقية والشمالية والغربية... أما طرابلس فقد شهدت انتشارا كثيفا لقوات الأمن حيث أغلقت معظم المدارس أبوابها وسط نقص شديد في الوقود تسبب في صفوف طويلة عند محطات الوقود.