أخذت قوات العقيد الليبي تتراجع باتجاه العاصمة طرابلس وهو ما يشير الى ان القذافي يستعد للمعركة الأخيرة قرب معقله بالعزيزية، بينما يدرس الغرب اليوم في لندن سيناريوهات تنحيه عن الحكم. طرابلس (وكالات) : بدأت قوات العقيد الليبي معمر القذافي تنسحب من مدن ليبية عدة باتجاه العاصمة طرابلس وهو ما يدل على أن رأس النظام مدرك بأن المعركة الحاسمة ستكون في باب العزيزية معقل القذافي وأسرته، فيما تتجه الأنظار الى المؤتمر الدولي الذي سيعقد اليوم في لندن لمناقشة الفرضيات السياسية لإنهاء حكم العقيد الليبي وبالتالي التسريع في انهاء المعارك الدائرة في البلاد. وأكدت مصادر ميدانية أمس أنه قد شوهدت أرتال من الآليات العسكرية بما فيها المدرعات وهي تغادر مدينة سرت التي أصبحت قوات الثوار على مشارفها، وتتوجه نحو مدينة طرابلس بدخول الحظر الجوي حيز التنفيذ، لكن ذلك لن يجعل مهمة الثوار في سرت وطرابلس أيسر لأن القرار الدولي يحظر استهداف المدنيين والمناطق السكنية. محاسبة القذافي وفي هذا الاتجاه استنكر المعارض الليبي محمود شمام توجه العديد من القوى الاقليمية والدولية الى دعم مقترحات التفاوض مع القذافي للتنازل عن الحكم مقابل خروج آمن له ولعائلته. وقال شمام «إنه من غير المقبول التفاوض على مسألة محاسبة القذافي على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب»، في اشارة الى رفض قاطع لأي تسوية او مخرج سياسي للقذافي. ويستدعي هذا الموقف السيناريو العسكري الذي يقضي باقتحام باب العزيزية لاعتقال القذافي أو قتله في ملجئه المحصن وهو احتمال يؤكد الخبراء العسكريون انه مستحيل الا في حال تخلي جميع القوات المحيطة بالعزيزية عن حماية العقيد الليبي. وفي الاتجاه ذاته قال خبراء عسكريون إن القذافي جهز لنفسه وبكل تأكيد خطة للهرب من باب العزيزية دون ان تلاحقه طائرات الاستطلاع او القاذفات الجوية. وفي الإطار نفسه قال المندوب الليبي السابق لدى الأممالمتحدة عبد الرحمان شلقم إن العقيد القذافي وأسرته بدؤوا فعليا يحضرون للهرب بعد تحول الميزان الميداني لصالح الثوار. الغرب والمحيطون بالعقيد وعلى صعيد آخر قال رجل الاعمال الامريكي اللبناني الأصل روجر تمراز انه تحدّث الى المحيطين بالقذافي وإن شخصيات كبيرة قريبة منه لديها رغبة شديدة في التوصل الى وقف لإطلاق النار وابرام اتفاق سلام مع المعارضين. وأضاف تمراز الذي له علاقات تجارية مع ليبيا منذ عشرات السنين، ان رجال القذافي «يعرفون انهم سيخسرون في نهاية الامر». وأشار الى أن القذافي والمحيطين به يدركون بأن حكمه وصل الى النهاية، مؤكدا انه من بين الاقتراحات الخاصة بمستقبل العقيد والتي يحبذها من أجروا اتصالات معه شخصيا، هي نفي القذافي داخليا مع استعداد نسبة كبيرة من حاشيته لمغادرة ليبيا في اطار اي اتفاق سلام. وفي السياق ذاته قالت وزيرة الخارجية الامريكية بأنها على علم بأن القذافي يحاول اجراء اتصال موضحة «ليس لدي علم بأنه حاول شخصيا الاتصال لكنني أعرف أشخاصا يحاولون الاتصال نيابة عنه». كما أكدت كلينتون ان مؤتمر لندن الذي سيعقد اليوم سيناقش استراتيجيات سياسية لإنهاء حكم القذافي وان مبعوث الأممالمتحدة عبد الإله الخطيب سيصل طرابلس قريبا لينقل الى العقيد الليبي رسالة واضحة تتلخص بكلمة واحدة وهي «التنحي».