مازال الغموض يخيّم على مصير العقيد الليبي معمر القذافي. ففي الوقت الذي اجتمعت فيه حوالي 40 دولة ومنظمة أعضاء في «مجموعة الاتصال» حول ليبيا في مؤتمر بلندن لتدارس استراتيجيات التعامل مع النظام الليبي وتمسك الثوار الليبيين بمطالبهم بمحاسبة العقيد وعائلته، قال محللون سياسيون إن القوى العالمية يجب أن تتيح للقذافي مجالا للخروج من السلطة. وفي هذا الاطار أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس في افتتاح مؤتمر لندن أن الضربات التي تشنها قوات التحالف على ليبيا يجب أن تستمر الى أن يذعن القذافي لمطالب الأممالمتحدة بوقف العنف ضد المدنيين وسحب قواته وهو ما أقره المجتمعون في لندن أمس. ضرورة المحاسبة وأضافت كلينتون انه يتحتم على المجتمع الدولي العمل على تعزيز الضغط وعزل حكومة القذافي «للتوضيح له بأن عليه الرحيل». وأضافت كلينتون ان القذافي فقد شرعيته وانه على الشعب الليبي ان يختار حكومته القادمة. ومن جانبه قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أمس انه يدعم تنحي العقيد الليبي عن السلطة ومحاكمته في المحكمة الجنائية الدولية. وقال هيغ في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية «بي. بي. سي»: «نحن لا نتحكّم في المكان الذي يمكن ان يتوجه اليه القذافي... ولن نختار المكان الذي يستنجد به». وأضاف قائلا: «بالتأكيد عليه ان يواجه المحكمة الجنائية الدولية»، وجاء ذلك بعد لقاء الوزير البريطاني بالمبعوث الخاص للمجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل. وقال في هذا الصدد «لقد طالبت من جبريل تقييم الحاجات الانسانية في ليبيا وأولويات المساعدات الدولية». وفي الاتجاه ذاته أعلن المتحدث باسم الثوار الليبيين شمس الدين عبد الملا أمس ان القذافي «يجب ان توجه اليه اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الليبي»، مشيرا الى أن هذا الأمر «غير قابل للتفاوض». المخرج الأخير... النفي وفي الاتجاه المقابل دعت دول وأطراف عدة فكرة إتاحة مخرج آمن للقذافي وأسرته للتمكن من انهاء الصراع الدائر في ليبيا في أقرب وقت ممكن وبأقل خسائر. وفي هذا الصدد تقدمت ايطاليا باقتراح للتوصل الى تسوية سياسية للأزمة الليبية ويشمل الوقف الفوري لإطلاق النار ونفي القذافي واجراء حوار بين مقاتلي المعارضة وزعماء القبائل. كما لمح وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ لاحتمال ان يكون النفي وسيلة لاخراج القذافي وتسوية الاوضاع في البلاد. ومن جانبها قالت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث أمس ان نفي معمر القذافي مازال ممكنا «قانونيا» لأن المحكمة الجنائية الدولية لم تتهمه بعد أو تلاحقه. وفي هذا الاطار قال سعد جبار وهو خبير مقيم في لندن وعمل وسيطا في المحادثات الليبية البريطانية في حادث لوكربي، إن المؤتمر الدولي في لندن يجب ان يتفق على استراتيجية لخروج القذافي، وهو ما يعني ضمانات غربية تقدم للعقيد وتتمثل في الحصانة من المحاكمة مقابل الانسحاب. ومن جهته قال المعارض الليبي عاشور الشامس انه يجب ان تعرض على القذافي استراتيجية للخروج، مضيفا «نعم سيكون ذلك مهينا للعقيد لكن هل هو في وضع يتيح له الاعتراض؟». وفي هذا الاتجاه كشفت تقارير صحفية ليبية امس عن توسط بعض القبائل في «سبها» معقل قبيلة العقيد الليبي، بهدف اخراجه من البلاد سالما عن طريق اجراء اتصالات مع أحد اعضاء لجنة تسيير الازمة التابعة للمجلس الانتقالي في فرنسا. وذكرت صحيفة «ليبيا اليوم» ان القبائل طلبت من علي زيدان السماح بخروج القذافي وعائلته «من ليبيا بطريقة آمنة»، مؤكدة وجود مفاوضات مع المجلس الوطني الانتقالي لقبول فكرة خروج العقيد «لحقن دماء الليبيين وانهاء الازمة الداخلية». وعلى صعيد متصل تعهد المجلس الانتقالي أمس بإجراء انتخابات حرة ونزيهة بعد سقوط القذافي، كما تعهد بسن دستر وطني يوافق عليه عبر الاستفتاء ويضمن تشكيل الاحزاب ويحترم حرية التعبير.