في خضم أفراح ما بعد الثورة التي تعيشها الكرة التونسية تتنزل مباراتا اليوم في الاطار الافريقي لممثلينا الافريقي والأولمبي الباجي والسؤال الذي يفرض نفسه هل تتواصل افراحنا ونؤكد حساب الذهاب؟ سيطر التفاؤل على وجدان الشارع الرياضي التونسي ازاء مشاركة الاندية الاربعة في مسابقتي رابطة الابطال الافريقية وكأس الاتحاد الافريقي وذلك لأننا على اقتناع تام بأن النادي الافريقي والترجي الرياضي والنجم الرياضي الساحلي والأولمبي الباجي ستكون الاجدر بالوصول الى الدور المقبل بعد أن دكت شباك الاندية التي واجهتها ب14 هدفا في مقابلات الذهاب بتونس وهو دليل قاطع على أن الأمور الفنية تصب في مصلحة أنديتنا كما أن الروح الانتصارية العالية التي أظهرتها الفرق التونسية ستكون أهم وأقوى أسلحتها في مغامرتها القارية في مقابلات العودة التي ستنطلق اليوم ولكن ليس معنى ذلك أن تأهلها أصبح مضمونا لأن كرة القدم لا تعرف الثوابت أو المستحيل. وأجمع كل الملاحظين على أن مقابلة النادي الافريقي أمام الزمالك المصري اليوم بالقاهرة ستكون أصعب المباريات التي تخوضها أنديتنا لذلك لن نتحدث عن التشكيلة الأمثل لمواجهة زمالاء محمود فتح الله ولا عن الطريقة الافضل التي ينبغي على اليعقوبي اتباعها بل سيدخل الافريقي هذه المواجهة الكروية الصعبة بأمل اقتلاع بطاقة الترشح فحسب خاصة وأنه سيجد أمامه منافسا عتيدا سيلعب تحت أنظار جماهير غفيرة تدرك أنه لا بديل في هذه المقابلة عن الفوز. معاناة الأولمبي الباجي على الصعيد المحلي لا تخفي على أحد ومع ذلك فإن حظوظه وافرة جدا اليوم ليتخطى عقبة الفريق المغربي عندما يحسن توظيف التركيز بالشكل السليم حتى يعبر حصون الدفاع الحسيني الجديدي وتجزم بأن الأولمبي الباجي الذي أطاح سابقا بكبار الكرة التونسية بطولة وكأسا سيكون قادرا كذلك على ازاحة فريق مغربي لن يكون بأي حال من الاحوال بقيمة الرجاء أو الوداد... 14 هدفا سجلتها انديتنا في مباريات الذهاب وهو ما يعني ان هذا الرقم سيظل سحريا طالما تعلق بثورتنا التاريخية ليوم 14 جانفي وطالما ان أغلب لاعبينا وفرقنا فهموا ان زمن «التمثيل» لمجرد التمثيل انتهى وحان وقت العمل والاجتهاد والابداع والاقناع حتى يظل صوت تونس مسموعا من شمال القارة الى جنوبها وهي مهمة يدركها المدربون الاربعة لانديتنا المنافسة على اللقبين الافريقيين وكلهم من الشبان الذين كثيرا ما نادينا باعطائهم مجالا أكبر للتعبير عن ذواتهم الفنية وجاءتهم الفرصة على طبق من معدن خاص وهم الذين ينطلقون في مغامرتهم مدعومين بثورة شعب اصبحت هممه تناطح السحاب وأضحت أحلامه بلا حدود ورغم ذلك نلزم الجميع بالحذر التام خاصة في مباراتي اليوم الخاصتين بالأولمبي الباجي في المغرب والافريقي في مصر... بقدر ما انتشينا من تسجيل زملاء المحمدي لهدفين في الوقت بدل الضائع فإننا مرغمون على استنشاق نسائم الخوف وانتظار التصفيرة النهائية لتطمئن قلوبنا... كما أن انتصار الافريقي برباعية في الذهاب لم يمكنا لسوء حظنا من الاستمتاع براحة البال لأن المنافس بكل بساطة اسمه الزمالك...