كانت نهاية أسبوع سعيدة للكرة التونسية على الصعيد القاري، بعد أن غنم ممثلونا الاربعة النصر في مختلف الكؤوس الافريقية وكان ذلك مقترنا بالأداء المقتنع بالرغم من توقف البطولة الوطنية وما ترتب عن ذلك من مشاكل. استفاقة الكرة التونسية، انطلقت منذ أن فاز منتخب اللاعبين المحليين بلقب «الشان» في موفى فيفري الماضي بالسودان وما يمكن أن نلاحظه هنا هو أننا سجّلنا هذه النتائج الايجابية بعد ثورة 14 جانفي وهنا يبرز سؤال منطقي حول علاقة هذا الحدث بهذه النتائج، خاصة أن الرسائل التي تحدثت عن وجود علاقة بين هذا وذاك كانت واضحة وبالجملة من الفرق واللاعبين وحتى الجماهير وكأن الأطراف المتداخلة في لعبة كرة القدم استلهمت هذه الصحوة من نفس الثورة. هنا نتمنى أن لا تكون مثل هذه النتائج الايجابية للكرة التونسية مجرّد سحابة صيف عابرة أو شعلة ملتهبة قد تتلاشى وتنطفئ تدريجيا مع مرور الأيام وتقادم فاعلية الثورة في نفوس اللاعبين لنعود الى تلك الايام التعيسة التي كثيرا ما سجّلت خيبات ونكسات متتالية لكرتنا. «الشروق» طرحت السؤال التالي على المسؤولين واللاعبين: هل أن ما تحقق الى الآن كان تفاعلا ايجابيا مع حدث الثورة، تجسّد على مستوى نتائج كرة القدم؟ أم أننا انقلبنا فعلا على ذلك العهد البائس من الهزائم الكروية؟ وكيف؟ الهمامي خماسيات 5 أهداف للأجانب تحركت الخطوط الامامية في هذه المحطة الافريقية ونجحت في تسجيل 14 هدفا وهذه النجاعة الهجومية نلمسها في تحسّن مردود الاقدام الاجنبية التي سجلت 5 أهداف أي أكثر من ثلث المحصول وذلك بامضاء مهاجم النجم الساحلي البرازيلي دانيلو الذي أمضى ثنائية ومهاجم الترجي الرياضي الجديد. درامان تراوري والهداف الجديد للنادي الافريقي ايزشال الذي تذوق شباك الزمالك بعد التهديف في المباراة الاخيرة أمام الجيش الراوندي يوم 4 مارس 2011 بتونس ونال لاعب الأولمبي الباجي ابراهيما كمرا ايضا شرف تسجيل الهدف الثاني لفريقه وبذلك سجلت الاقدام المستوردة حضورها في جميع المقابلات القارية لأنديتنا. 5 ضربات جزاء تحصلت أنديتنا في هذه الجولة الافريقية على 5 ضربات جزاء منها 2 لصالح الترجي الرياضي ونجح أسامة الدراجي في التهديف مقابل اخفاق وليد الهيشري كما نفذ كريم العواضي بنجاح ركلة جزاء لصالح النادي الافريقي ضد الزمالك تماما مثل هداف النجم الساحلي دانيلو أمام أشانتي وضاعف لاعب الاولمبي الباجي ابراهيما كمرا النتيجة أمام الدفاع الحسيني المغربي وبواسطة ضربة جزاء وبذلك تحصلت جميع الفرق التونسية على ركلات جزاء. 5 أهداف في 25 دقيقة في الدقيقة السادسة غالط يوسف المساكني فريق أسباك البينيني ثم ضاعف درامان تراوري النتيجة في الدقيقة 11 ليضاعف المساكني النتيجة (دق 15) وفي الدقيقة 24 غالط المدافع ماكسيم حارس مرماه ليختتم الدراجي مهرجان الاهداف مع مطلع الدقيقة 31 وبذلك سجل ممثلنا 5 أهداف في ظرف 25 دقيقة تقريبا وهو معدّل نادر التحقيق في أمجد الكؤوس الافريقية. بين 5 و5 لئن تكبّد الترجي الرياضي أثقل النتائج في نهائي أمجد الكؤوس القارية حيث فاز عليه مازمبي (0/5) ثم تعثر أمام النجم الساحلي في المباراة الاخيرة وانهزم (1/5) فإنه فاز بخماسية نظيفة في أول مباراة قارية خلال هذا الموسم أمام أسباك البينيني وللتذكير سبق للترجي الرياضي الفوز بعدّة خماسيات في مختلف المسابقات القارية ففي الدور الاول لأمجد الكؤوس القارية كانت الخماسيات كالتالي. 1994: الترجي الرياضي شهاب واغادوغو 0/5 2002: الترجي الرياضي توربيون التشادي 1/5 2003: الترجي الرياضي الشعاع الراوندي 0/5 2005: الترجي الرياضي الهلال السوداني 1/5 مع العلم وأنه فاز (0/7) في كأس الكاف سنة 1997 على أسكو دي الطوغولي وبنفس النتيجة ضد الجيش الراوندي سنة 2000. توفيق حكيمة المسؤولون: الثورة طالع خير... وينتظرنا الكثير الدكتور علي الوريمي (رئيس الترجي الجرجيسي): انصهار في مبادئ الثورة أعتقد أن نجاح منتخبنا الوطني لكرة القدم في «شان» السودان وفوزه بلقب كأس الدورة الثانية لهذه التظاهرة القارية وذلك في وهج الثورة التونسية قبل فوز أنديتنا المرشحة لكؤوس افريقيا في بداية التصفيات، دليل واضح على انصهار المجموعة الرياضية ككل بمن في ذلك اللاعبون والأندية والمنتخب في منظومة ومبادئ الثورة التي خلّصت الجميع من بعض القيود التي كانت تكبلهم نفسانيا ورياضيا وحتى اجتماعيا وهو ما يعني أن الثورة تمهّد سبل العطاء الغزير ورد الاعتبار للشعب الذي تسعده النتائج الايجابية ويفخر بألوان بلاده وعلمه ويدفع اللاعبين على الدفاع عن الراية الوطنية دون وصاية من أحد وتلك هي ثمرة الثورة التي من المفروض ان تتدعّم اكثر لتعزيز نجاحات بلادنا وأنديتنا أكثر وطنيا وقاريا ودوليا وذلك بالاهتمام بالاندية ماديا ومعنويا باعتبار أن هذه الاندية هي التي تعتبر الركيزة الاساسية للمنتخب، ومن جهة أخرى فإن الحرص على الارتقاء وتأكيد الجدارة التونسية بما يليق بتونس بعد الثورة. جلال بن تقية (أمين مال الجامعة التونسية لكرة القدم): للثورة دورها النفساني في كسب الرهانات مما لا شك فيه فإن تونس ككل وبعد الثورة المجيدة عرفت الشفافية والوضوح والتناغم دون اقصاءات ولا تسلطات ولا غيرها خاصة أن تونس التي تعز علينا جميعا حرص أبناؤها على التكامل والالتحام الا وكان النجاح حليفهم لذلك تحقق الفوز بكأس «الشان» في السودان رغم تلك الظروف الصعبة وعدم الاعداد الكبير لهذه التظاهرة لتتجلى حقيقة التحدي في كنف الانصهار في الثورة ومنظومتها ومبادئها وهو ما جعل لاعبينا الذين تنفسوا الصعداء مرتاحين و«ثوريين» في الدفاع عن حقهم في الانتصار وكسب التتويج كما أن نجاح الاولمبي الباجي والترجي والنجم والافريقي في تصفيات الكؤوس الافريقية أكدت أيضا ما يبرز حقيقة تأثير الثورة على لاعبينا ككل وعلى كرتنا التونسية العازمة على القفز الى الأمام ومزيد الارتقاء من أجل كسب رهانات الفترة اللاحقة والترشح لنهائيات كأس افريقيا للأمم 2012 وترسيخ النجاحات التونسية. اسكندر حشيشة (مسؤول بالترجي الرياضي) على مستوى المنتخب الوطني، شكلت فعلا الثورة حافزا معنويا لدى اللاعبين الذين أرادوا ان يظهروا للعالم أنهم في مستوى هذه الثورة كما انها «حررتهم» من عدة قيود كانت تكبلهم في العهد السابق وقد تجلى تأثير هذه الثروة في اقتراح اللاعبين اهداء منحهم لعائلات الشهداء وكذلك في الحركة التي قام بها اللاعب سلامة القصداوي عندما كتب على ورقة أمام جهاز الكاميرا «تونس حرة». وفي خصوص الاندية فإن تأثير الثورة واضح اذا ما أخذنا بعين الاعتبار تعطش الجمهور الى الملاعب بعد راحة طويلة ورغبة اللاعبين في التمتع بمنح بعد فترة ركود غابت فيها عن جيوبهم. شكري العميري (مسؤول بالنجم الساحلي) الثورة كانت لها انعكاساتها على تألق منتخبنا وأنديتنا افريقيا حيث حرص اللاعبون على فرض شخصيتهم كطرف فاعل فيها علاوة على الاجواء الجديدة التي أصبحت تسود الملاعب والاندية والتي تحفزهم على مزيد البذل والعطاء كما أذكر تحرر لاعبينا من الهيمنة التي كانت تفرضها عليهم بعض الاطراف مما جعلها تنفر من اللعب وتفقدهم الرغبة فيه. علي الخميلي فريد كعباشي اللاعبون نعم... للثورة تأثير خاص أيمن عبد النور (النجم الساحلي): أعتقد أن لاعب كرة القدم هو ككل مواطن تونسي يسعى الى تقديم أفضل ما لديه ويساهم في تقدم هذا البلد كل من موقعه منذ 14 جانفي ومن الطبيعي أن يحاول لاعب كرة القدم التألق في المسابقات القارية وحصد الانتصارات والألقاب مثلما فعلنا في «الشان» حتى نحافظ على راية تونس مرتفعة عاليا في أي مكان من العالم وفي جميع المستويات. ونلاحظ هنا أن الجماهير تفاعلت كذلك بشكل إيجابي مع ما حصل والجميع يشعر بجسامة المسؤولية وأنا أرى أن الكرة التونسية يجب ان تعود الى مدار التتويجات الافريقية على صعيد الاندية، على الأقل هذا الموسم. كريم العواضي (الافريقي): «الثورة» التي حصلت في تونس، شملت جميع المجالات حتى كرة القدم ونحن عندما نلعب تحركنا روح انتصارية عالية خاصة في مواجهة فرق من خارج تونس فنلعب بفخر واعتزاز وبشحنة اضافية ورغبة في المحافظة على تواصل الانتصارات كما أننا نجتهد لادخال الفرحة على قلوب الجماهير لما لكرة القدم من مكانة عند الجمهور التونسي. أعتقد أننا قد وجدنا ما يحفّزنا نحو مزيد التألق وسنحاول استثمار ما تحقق من انتصارات الى حد الآن ليواصل على نفس النسق وبلوغ أهدافنا في الفوز بالألقاب. نضال النفزي (الأولمبي الباجي): اللاعبون هم أبناء هذا الشعب وكل منا شارك في الثورة بطريقته الخاصة وعاشها بطريقته كذلك ومن الطبيعي أن يبقوا متحفزين ومتأثرين بما حصل عندما نمارس مهنتنا وهي لعب كرة القدم فنسعى دائما لتحقيق الفوز في محاولة لتحصيل ذلك التماهي بين ما هو رياضي وما هو سياسي. وهناك عوامل موضوعية جعلت الفرق تنجح على الصعيد الفكري منها توقف نشاط البطولة والتركيز الكبير على الكؤوس الافريقية كما أن الفرق واللاعبين يطمحون الى مستقبل أفضل للكرة التونسية لذلك نحاول بناء المستقبل منذ الآن وذلك يكون عبر حصد النتائج الايجابية.