يتواصل وسط مدينة قفصة انتصاب خيمة معتصمي «مساعدي الصحة» امام الإدارة الجهوية للصحة وهذا الاعتصام الذي انطلق يوم 14 مارس الفارط ويدخل حاليا أسبوعه الثالث يهم أكثر من 800 متخرج من 5 مدارس لعلوم التمريض بالجهة واحدة حكومية (بقفصة) وآربع خاصة (بقفصة والمتلوي) وينتمي المساعدون الصحيون الى مختلف معتمديات الولاية وقد تخرجوا خلال سنوات 2008 و2009 و2010 ولم ينتدب منهم الا 13 متخرجا. المعتصمون يدافعون عن حقهم في التشغيل ويؤكدون انهم اضطروا الى خيار الاعتصام السلمي والحضاري بعد أن لاحظوا سلبية في التعامل مع مطلبهم المشروع. فكاملة عمارة المتخرجة سنة 2008 من مدرسة علوم التمريض بقفصة والتي تشارك في الاعتصام يوميا تؤكد ان المؤسسات الصحية بالجهة تشكو من نقص كبير في مستوى خدمات مساعدي الصحة وهو ما أثّر سلبيا على القطاع الصحي بالجهة ومع ذلك تضيف لم تتم الاستفادة من أجيال متعاقبة من الخريجين وهي تطالب الآن كغيرها من زملائها بالعمل العاجل على انتداب مساعدي الصحة بالجهة حسب أقدمية سنة التخرج. ولم يفت محدثتنا ان تشير الى وضعها الاجتماعي الصعب اذ لها أخت متخرجة من الجامعة دون عمل وأخ في مستوى الباكالوريا عاطل ايضا وتضيف ايضا ان لها أخا متزوّجا تعيله عائلتها بسبب بطالته. أما زميلتها مباركة أحمد (28 سنة) من مدينة القصر فهي تعيش وضعا أصعب وتنتظر انتدابها لتساهم في مساعدة عائلتها فوالدها محدود الدخل ولها 5 اخوة عاطلون وأخت معوقة، وهي تقترح امكانية ادماج مساعدي الصحة بالمؤسسات العامة والخاصة مع ضمان حقوقهم كاملة وذلك لتخفيف الضغط على وزارة الصحة. الشاب ثامر زغموري (30 سنة) متخرج سنة 2009 من مدرسة خاصة لعلوم التمريض وهو يواصل الاقامة بخيمة الاعتصام أكد ان سنتي الدراسة كلفته ما لا يقل عن 2000 دينار كشأن أغلب زملائه ورغم انه ينتمي الى عائلة معوزة فقد كابد المصاعب ليحقق النجاح ليجد نفسه عاطلا عن العمل وهو حال أخوته الثلاثة ايضا. ثامر يؤكد على ضرورة التعجيل في انتداب نسبة محترمة ومثقفة من خريجي مدارس علوم التمريض مع ضبط آلية انتداب واضحة وعادلة وجدول زمني معقول لطمأنة بقية المعطلين وبدا محدثنا متحمسا لفكرة تمتيع من لا يقع انتدابه من منحة بطالة ب 200د شهريا في انتظار حلول جذرية لكل خريجي مدارس علوم التمريض. الشاب وليد كريمي من زانوش السند يزور خيمة الاعتصام يوميا ليرابط بها دفاعا عن حقه في الشغل لتحسين وضعه الاجتماعي والعائلي فوالده عامل بسيط وأختاه عاطلتان عن العمل. وهو يعيش حالة حيرة من غياب الرد الواضح والحاسم من قبل وزارة الصحة قبل الاعتصام وكانت دائما الاجابة تعكس التفهم و«أن الملف بصدد الدرس» وهو ما جعل المعتصمين يتساءلون «متى ستتم دراسة الملف؟» وهو ما عبّرت عنه الآنسة منى المولدي (متخرجة سنة 2008) التي تنتظر بفارغ الصبر ايجاد حل عاجل لبطالتها وبطالة زملائها الذين خسروا مالا ووقتا وطال انتظارهم، ومع ذلك فلها أمل كبير في حلول جذرية لها ولأصدقائها المعتصمين. الوزارة تدرس كل الملفات «الشروق» نقلت الى السيد حسين بن عيسى شواغل وهواجس المعتصمين من خريجي مدارس علوم التمريض وهو الذي تحمل مؤخرا مسؤولية الإدارة الجهوية للصحة فأجابنا بأن الوزارة تعالج حاليا ملفات مختلف القطاعات وشتى اصناف أعوان الصحة ومن ضمنهم المساعدون الصحيون مضيفا انه يقدر ان الحلول ستأتي في وقت قريب دون ان يدلي بأي تفاصيل حول حاجيات المؤسسات الصحية بقفصة في خصوص مساعدي الصحة أو عدد الانتدابات الممكنة جهويا ناهيك عن آليات تشغيل خريجي مدارس علوم التمريض، ومن جهة أخرى تجدر الاشارة الى أن والي قفصة السيد توفيق خلف الله كان قد تطرق مؤخرا الى موضوع مساعدي الصحة خلال لقاء اعلامي مشيرا الى أن هناك تطمينات من السيدة وزيرة الصحة باتجاه ايجاد حلول في أقرب وقت لهذا الملف.