شكلت زيارة وزير التشغيل السيد سعيد العايدي الى ولاية جندوبة الحدث الهام الذي استقطب أنظار وتطلعات أبناء الجهة على اعتبار أهمية الزيارة وما ستحمله من حلول لمسألتي التشغيل والاستثمار علها تخلّص الجهة من واقع التهميش والنسيان وتفاقم البطالة. استقبال الوزير كان عمليا بعيدا عن ماضي بهرج الزينة والديكور واللافتات والشعارات الفضفاضة لأن واقع الجهة عامة والبلاد خاصة يتطلب العمل ولا شيء غير العمل فكان اللقاء مباشرة بقاعة الاجتماعات بمقر الولاية أين حضر عدد هائل من أصحاب الشهائد العليا (4 ممثلين عن كل معتمدية) لعرض شواغلهم على الوزير . وبعد الترحم على أرواح شهداء الثورة المجيدة قدّم السيد بشير الكثيري والي جندوبة لمحة عن واقع الجهة الاقتصادي والاجتماعي وتطلع الأهالي لواقع أفضل بعد الثورة كما أكد على حرصه على الاستماع لشواغل المواطنين وحلّها حسب مقتضيات الظروف. كما أوضح وزير التشغيل في مداخلته ان هذه هي الزيارة الاولى منذ توليه لهذا المنصب للجهات مؤكدا انه جاء للتعرّف على مشاغل الجهة عن قرب وتوضيح حظ الجهة من التشغيل والاستثمار خاصة وهي المحرومة في العهد البائد وتستحق فرصة عادلة تخلّصها من التهميش والبطالة. وأضاف بأنه من الضروري استثمار خصائص الجهة خاصة الطبيعية والفلاحية في دعم النسيج الاقتصادي وبعث المشاريع. وأكد أنه برغم تراكم ملفات التشغيل فإن الوزارة بالتنسيق مع الحكومة والوزارات ستعمل على احداث مشاريع صغرى ومتوسطة وكبرى بالجهة كباقي الجهات لكن الصبر والثقة مطلوبين لأن القادم سيكون أفضل وامكانيات وحلول التشغيل لكل المواطنين بمختلف الشرائح وبكل الجهات سيكون على قيد المساواة. وأوضح أن برنامج «أمل» سيشمل جهة جندوبة، أما التشغيل في الوظيفة العمومية فسيتم الاعلان في قادم الايام عن مقاييس الانتدابات وفي مقدمتها الخبرة والسن. وختم بأن كل التونسيين لهم مسؤولية أمام التاريخ لحفظ دماء الشهداء وتحقيق أهداف الثورة وذلك بالعمل وتحقيق التقدم للبلاد التي تبقى أمانة في عنق الجميع. وفي تدخل لممثل الإدارة الجهوية للتشغيل بجندوبة أوضح ان بالجهة 13513 عاطل عن العمل منهم 7273 حامل شهائد عليا وتحتل جندوبةالمدينة 28٪ من نسبة البطالة وغارالدماء 11٪ وفرنانة 8٪ وكذلك عين دراهم، أما بوسالم فتمثل نسبة البطالة بها 12٪ كما أكد أنه والى موفى مارس 2011 تم اقرار 275 عملية تشغيل منها 24 خاصة بحاملي الشهائد العليا فيما تبقى النسبة ضعيفة جدا وتحتاج الى تدخل أكثر لتوفير مواطن شغل جديدة تخلص الجهة من هاجس البطالة. كما تم توزيع 6025 منحة البحث النشيط عن شغل (200د). وتعرض ممثلون عن الجهات من حاملي الشهائد العليا الى ملف البطالة المرتفعة التي تعاني منها الجهة، وطالبوا بضرورة مراجعة مقاييس الانتداب في الوظيفة العمومية والشفافية، والعمل على خلق فرص الاستثمار والتشجيع على جلب الباعثين. كما طالب المتدخلون بضرورة الغاء مناظرة «الكاباس» وآليات التشغيل المعتمدة سابقا، والعمل على بعث مرصد وطني للتشغيل في القطاع العمومي يضمن الشفافية والمصداقية. ودعا ممثل العاطلين عن العمل بطبرقة الى ضرورة فتح منطقة تجارية حرة مع الدول الشقيقة وتفعيل عمل مطار طبرقة الدولي ومراجعة القطاع السياحي بالجهة، وضرورة توزيع بعض التعاضديات على أهالي الجهة. وختم الوالي زيارته للولاية بزيارة ميدانية الى كل من مركز التكوين والتشغيل وادارة التشغيل بجندوبة ومركز التكوين والتدريب المهني ببوسالم.