فرنسا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا وكندا مع أتباعهم قطر والامارات، وطبعا بقيادة عمهم سام، الحلف الاطلسي يرجم بعتاده المجنون ليبيا، ويسيطر على أجوائنا ومياهنا الاقليمية، ويستعمر سبتة ومليلة، الحلف الأطلسي يزرع قواعد عسكرية في خاصرتنا ويتحكم في ما لدينا من المحيط الأطلسي كما يفرض على مصر قلب العروبة في السياسة والاقتصاد وخاصة «حسن الجوار» مع بنيتهم «اسرائيل»... في تونس بعد عريفهم المخابراتي بن علي فرضوا الحكومة الأولى والثانية والثالثة ويرعوا في المغرب مخزن الملك وفي موريتانيا الطغمة العسكرية ويجاهدوا لاخضاع الجزائر. بنات وأبناء وأخوات البوعزيزي وجميلة بوحيرد والخطابي وعمر المختار فتحوا منذ 14 جانفي سيرورة ثورة كرامة وحرية، ثورة رمزها النار ضد القهر والذل والمهانة... وخالت قوى الاستعمار الاطلسي وعلى رأسها أمريكا وفرنسا أنها هي اليد الدافعة لهيجة تريدها «فوضى خلاقة» تعود حركتها لصالحها... غير أن شابات وشباب، عاملات وعمال، فقيرات وفقراء، مبدعات ومبدعي بلداننا، جماهير شعب الاطلس والأوراس والشعانبي، جماهير الصحاري والواحات من موريتانيا الى بن قردان أظهرت أنها ليست دمى بل أنها خلاقة بفتحها لثورة مستمرة ضد أنظمة القمع والقهر، سلطات العمالة والسمسرة. جماهير فتحت باب ثورة دائمة في بلدانها وفي مغربها ولمنطقتها العربية، وهي أيضا آذان وناقوس لثورة كر امة عالمية، ثورة الشعوب والطبقات المضطهدة من أمريكا اللاتينية وافريقيا وآسيا وحتى في عقر دار عرابي الرأس المال العالمي أي أوروبا واليابان وأيضا أمريكا الشمالية. لقد جاؤوا بأكثر وسائلهم الاجرامية المتطورة قاصفين ليبيا، ليس فقط من أجل بترولها، بل وخاصة لرعبهم من ثورتنا فكان هدفهم فرض قاعدة عسكرية قوية ودائمة كخازوق لمغرب شعبنا الثائر. مع جامعة اللاعربية، جامعة بنت الاستعمار، وبحجة النفاق الابدية «الدفاع عن حقوق الانسان» تناغمت سلطات مغاربية ومن بينها تونس لاضفاء شرعية عربية ومغاربية على المشروع الجديد في فرض استعمار مباشر في ليبيا مثلما قاموا به في الخليج العربي الفارسي بالعراق. أمام هذا المخطط بل العمل الاستعماري، وفي نقطة ذروته الهجوم العسكري على ليبيا، وأطرافه رعاية سلطات العمالة بما في ذلك تونس، يتأكد اليوم كما كان تقريبا دائما كذلك في السابق، أن مركز وأساس ومفصل انعتاق شعوبنا المغاربية وتحقيق التحرر السياسي والاقتصادي والاجتماعي، يكمن ذلك الجوهر واللب في المسألة الوطنية ونهجه الواضح المتمثل في النضال والصراع ضد الاستعمار. الديمقراطية والانعتاق الاجتماعي والاقتصادي في منطقتنا المغاربية بما في ذلك تونس غير ممكن بل مستحيل مع الهجمة العسكرية ضد ليبيا. من أجل هزيمة جيش الاستعمار وأتباعه، جيش أمريكا وفرنسا وانجلترا وكندا والامارات وقطر... جيش أوباما ساركوزي «برا» «Dégage» من ليبيا. جيش الأطلسي «برا» « Dégage» من كل مجالاتنا الجوية والبحرية والبرية المغاربية لا لأي قاعدة عسكرية أطلسية في منطقتنا المغاربية. سبتة ومليلة مغربية، اسبانيا «برا» «Dégage». حكومات «آلان جوبيه» و«كلينتون» في تونس وفي أي دولة مغاربية «برا» «Dégagez». من أجل إلغاء اتفاقات الشراكة الاستعمارية مع الاتحاد الأوروبي ومع أي دولة أطلسية... من أجل اقتصاد مستقل باتجاه اندماج مغاربي ومستند على علاقات دولية متوازنة وعادلة وأساسا مع البلدان الافريقية والأسياوية ودول أمريكا اللاتينية الحرة. من أجل إلغاء الدين الخارجي لكل البلدان المغاربية... إلغاء ديون القهر والتفقير والتبعية. ان سيرورة ثورتنا الشعبية والديمقراطية، ضمانها المشاركة القاعدية والمباشرة لكل الجماهير الشعبية في منطقتنا المغاربية مع احترام والتأكيد على المساواة التامة بين كل المواطنين مهما كان جنسهم أو ثقافتهم أو لونهم أو لغتهم، من أجل المساواة الكاملة بين المرأة والرجل، من أجل التأكيد على انتماء مغربنا الكبير للمنطقة العربية والتأكيد أيضا على الحقوق الثقافية والخصوصيات الأمازيغية والافريقية. يبقى بالتأكيد اليوم أن أمام، لغة الحرب والنار التي تفرضها قوى الاستعمار الاطلسي في ليبيا يكون رأس وأولوية نضال الشعب الديمقراطي من أجل الكرامة والحرية يتمثل في منع فرض قاعدة استعمارية مباشرة في أراضي عمر المختار، أولوية النضال اليوم هي هزم جيوش الأطلسي ولتحقيق ذلك على كل القوى العمالية والشعبية بكل الوسائل وفي كل المجالات من أجل دك الاستعمار الأطلسي. إننا ندعو الى تكوين جبهة شعبية ديمقراطية في تونس وفي كل المنطقة المغاربية ضد الاستعمار.