قال تعالى: «واعتصموا بحبل اللّه جميعا ولا تفرقوا»: أيها الأخوة إننا نبارك حركة الجماهير العفوية الصادقة من المحيط الى الخليج في ثورتها الجارفة من أجل التحرّر والخلاص من أنظمة فاسدة قهرت جموع الشعب وهمشته وعطلت حركة تطوره ووحدته وشككت في هويته العربية الاسلامية وربطته بمشاريع اقتصادية تكرس هيمنة الرأسمالية الغربية على مقدرات هذه الأمة وكبلته باتفاقيات ومعاهدات أمنية وعسكرية تقيد حركته وطموحه في التحرّر والانعتاق، ولكن لا يجب أن ننظر الى الأمور بعين واحدة لننتبه الى ما يُحاك ضد ثورة الشعب العربي من محيطه الهادر الى خليجه الثائر لتحويل مسارها الصحيح فالشعب يريد تحرير فلسطين من خلال مسيرة جماهيرية وحدوية تنطلق من كل صوب في اتجاه الأرض السليبة وما التركيز الاعلامي الرهيب على الثورة في ليبيا إلا دليل على تلك المؤامرة التي تقودها قوى الاستكبار العالمي، فالثورة التي اندلعت في الفاتح من سبتمبر عام 1969 والتي ارتبطت مباشرة بالثورة الناصرية في مصر وعملت على تطهير البلاد من المستعمر الايطالي والأمريكي والانجليزي وأذياله كعائلة إدريس السنوسي، بل وانتزعت اعتذارا رسميا على حقبة الاستعمار وانخرطت في مشاريع وحدوية وناصرت كل حركات التحرّر وفي مقدمتها قضيتنا المركزية في فلسطين وبنت المشاريع التنموية الاستراتيجية وأممت النفط الليبي وفتحت ذراعيها للملايين من الطلبة والعمال العرب الذين همشتهم حكوماتهم واحتضنت آلاف العائلات المفقرة خاصة في تونس ومصر والسودان ويكفي ليبيا الثورة الآن موقف رموز النضال العالمي «هوغو تشافيز» و«دانيل ورتيقا» و«فيدال كاسترو»، فهل يمكن أن نختلف مع هؤلاء ونصطف بوعي أو دون وعي مع الآخرين؟ وكيف يمكن أن نتنكر لهذه الثورة العظيمة وننساق وراء أخبار كاذبة وحاقدة من وسائل إعلام مأجورة على غرار ما يعرف بالعربية والحرة والجزيرة المجاورة لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الخليج؟ إن ما يدور في ليبيا اليوم وربما في سوريا غدا لا قدر اللّه مؤامرة بامتياز مدبرة بإحكام بين الغرب الاستعماري بقيادة زعيمة الارهاب الدولي أمريكا والمخابرات الصهيونية وثلة من الزنادقة المعروفين بتطرفهم الديني والمتخندقين في لندن وجنيف وواشنطن.. وهي تكملة لمخطط بدأ في الصومال والعراق والسودان. إننا ندعو كل الوحدويين الصادقين وكل أبناء الشعب العربي في تونس الى التصدي وبكل قوة الى هذه المؤامرة الدنيئة التي تستهدف وحدة ليبيا وثورتها حتى نجنب المنطقة استعمارا جديدا ينهب خيراتها ويدهس مقوماتها وينتهك حرماتها ومقدساتها دون أن نغفل أن للمرحلة استحقاق ينجزه الثوار بأيديهم وأن للثورة في ليبيا أخطاء يقوّمها أبناؤها دون تدخل من أي كان. المجد والخلود لشهداء الأمة العزة والشموخ للمناضلين الأحرار من أجل وحدة أمة العرب وتحرير فلسطين الحبيبة العزة والشموخ للمناضلين الأحرار من أجل وحدة أمة العرب وتحرير فلسطين الحبيبة والخزي والعار للخونة عملاء الاستعمار.