أثارت عودة الأسرة الملكية الحاكمة «سابقا» الى المشهد السياسي اليمني جدلا واسعا، وتباينت ردود الفعل في الشارع اليمني بين مرحب ورافض لأن يكون لأركان النظام الملكي دور في «يمن التغيير» فيما أعلنت قطر أمس عن خارطة طريق خليجية أمريكية تقوم على أساس تنحّي الرئيس علي عبد اللّه صالح عن الحكم. ونشرت وسائل إعلام يمنية بيانا صحفيا صادرا عن حركة شبابية أطلقت على نفسها تسمية «شباب آل حميد الدين» حيث أكدوا تضامنهم مع شباب الثورة وإعجابهم بسلمية تحرّكاتهم وتطلّعاتهم لتأسيس نظام جديد ليمن موحّد يليق بشعب اليمن. لا تنازل عن الجمهورية وفي هذا الاطار قال الصحفي المتخصّص في حقوق الانسان موسى التمراني «كل مواطن يمني في الداخل أو في الخارج له الحق في الاسهام في الحياة السياسية وحق إبداء الرأي وفي مثل هذه الظروف التي تمرّ بها البلاد يتحول هذا الحق الى واجب على كل صاحب رأي أو قرار أو رؤية ليقدم ما يستطيع». ومن جانبه قال المحلل السياسي محمد اللوزي ان «اليمن بلد جمهوري ، هذا لا يحتاج الى تأكيد وهناك تضحيات جسيمة قدمها الوطن والذين كانوا ضالعين في الوقوف ضدّ أهداف الثورة يظلون في دائرة الإدانة (بقايا النظام الملكي الذي أسقطته ثورة 26 سبتمبر 1962)، أما بالنسبة الى الجيل الجديد فهم يمنيون لا أستطيع أن أقصيهم لجريرة غيرهم وما لم يكن هناك خروج عن النظام الجمهوري، فإن من حقهم أن يجدوا ذواتهم كغيرهم». ومن جهته قال الاعلامي جمال الظاهري إن «الأمر يعتمد على ما ينوون القيام به في اليمن ودوافعهم من العودة.. هل هي حنين للوطن ومحبة له أم استغلال لما يمرّ به اليمن.. من أساء الى الشعب اليمني منهم قد فارق الحياة ومن ناحية المبدإ لا يعودون؟». وفي اتجاه آخر عبّر العضو في الحزب الحاكم عبد العزيز المطوع عن رفضه لعودة آل حميد «الذين مثلوا كابوسا خيّم على اليمن ردحا من الزمن وتميّز عهدهم بالاستبداد وبالقهر والجهل والانغلاق». خارطة طريق وعلى الصعيد السياسي فقد أعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن دول الخليج التي تجري وساطة لحل الأزمة في اليمن تأمل في التوصّل الى اتفاق لتنحّي الرئيس صالح. وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء القطرية قال الشيخ حمد على هامش مؤتمر في نيويورك حول الاستثمار في قطر ان دول مجلس التعاون «تأمل في إبرام اتفاق مع الرئيس اليمني كي يتنحّى». وفي تعليقه على التصريحات القطرية قال محمد الصبري القيادي في اللقاء المشترك الذي يجمع أحزاب المعارضة البرلمانية في اليمن ان «أي جهد في هذا الاتجاه مرحّب به تلقائيا.. وهو يخدم الإرادة الشعبية». وأشار الصبري الى أن «مجموعة الأفكار التي طرحها السفراء الخليجيون في اليمن تشمل تنحّي الرئيس وتسليم السلطة الى نائبه وتوفير ضمانات له ولعائلته وتشكيل حكومة وحدة وطنية». واعتبر أن «الكرة الآن في ملعب صالح وأي تأخير يتحمل هو مسؤولية نتائجه».