لم يكن بإمكانه أن يفوّت فرصة التحول إلى ملعب القاهرة لمساندة ناديه في تجاوز عقبة الزمالك حتى وإن كلفه ذلك فقدان عضو من أعضاء جسمه. وسط تلك الفوضى العارمة التي تلت مقابلة الإفريقي والزمالك كاد مكرم الساحلي (21 عاما) أن يفقد ساقه على مدرجات ملعب القاهرة بعد أن تعرض إلى اعتداء سافر من قبل أحد «المندسين» ومع ذلك فإنه اعتبر ذلك أمرا هيّنا طالما أن الأحمر والأبيض اقتلع بطاقة الترشح إلى الدورالمقبل! بل قال إنه يستعد منذ اللحظة للرحلة الإفريقية القادمة باتجاه أرض السودان عندما يواجه فريق «باب الجديد» الهلال السوداني. «الشروق» تحدثت إلى هذا المحب الاستثنائي للأحمر والأبيض وذلك فور عودته من جحيم ملعب القاهرة فتحدث بكل عفوية وجرأة مؤكدا أنه سيتجاوز بسلام مخلفات الكسر الذي تعرض له على مستوى الساق ولكن في الوقت نفسه فإنه لا شفاء له من عشق الإفريقي: «كنت مستعدا لفعل المستحيل من أجل تشجيع النادي الإفريقي فقد أقدمت خلال الموسم الرياضي الماضي على إدخال بعض الشماريخ إلى الملعب وذلك بمناسبة مقابلة «الدربي» علما أننا نقوم بذلك قبل شهر كامل من موعد المقابلة وهو ما عرضني إلى عقوبة السجن لمدة ستة أشهر، إلا أنّني مع ذلك كنت عاقدا العزم على مواصلة تشجيع النادي الإفريقي حتى وإن كلفني ذلك المتاعب كما حدث في ملعب القاهرة حيث حاول أحدهم الاعتداء عليّ وهو ما تسبب لي في كسر على مستوى الساق ومع ذلك فإنني كنت سعيدا ومنتشيا بذلك الترشح الباهر الذي حققه فريقنا وأذكر أنه بعد ذلك الاعتداء أغمي عليّ والحمد لله أن المحب المعروف «لطفي زيدان» كان في الموعد وسارع بنقلي إلى المستشفى حيث تلقيت الإسعافات الضرورية وأحتاج حاليا إلى راحة بأسبوعين ومع ذلك فقد بدأت أستعد منذ الآن لمقابلة الهلال السوداني وهي فرصة كي نشيد بمختلف مجموعات الأحباء المساندة للفريق وذلك بعد أن وحدت صفوفها حسب ما تقتضيه مصلحة الفريق وأتمنى النجاح للإفريقي في رابطة الأبطال هذا بالإضافة إلى نجاحي أنا في دراستي الجامعية».