احتضن قصر الرياضة بالمنزه ليلة أول أمس حفلا فنيا ساهرا بعنوان «رسالة شكر واعتذار»، نظمته جمعية الأخوّة المصرية التونسية يترأسها السيد أحمد سمير سليمان السيّد، وأمّنها كل من الفنان لطفي بوشناق والفنانة أماني السويسي والفنان المصري حكيم وكان مسلك ختام الحفل مع هويس الشعر العربي كما يلقّبونه، الشاعر المصري «هشام الجخّ». الحفل كان من المفترض أن ينطلق في حدود الساعة الثامنة مساء لكن وبسبب الغياب شبه الكلي للجمهور، فقد وقع تأخير موعد بدايته الى حدود الساعة التاسعة ليلا، ورغم الدعاية الكبيرة التي عرفها الحفل، فإن المفاجأة الكبرى بالنسبة الى المنظمين كانت غياب الجمهور حيث لم يتجاوز عدد التذاكر المقتطعة المائتي تذكرة، ولم يتجاوز عدد الحاضرين بقصر الرياضة بالمنزه (القبّة) ليلة أول أمس الأربعمائة فرد تقريبا، رغم أن مداخيل الحفل كانت مخصّصة لفائدة عائلات شهداء الثورة التونسية. وتجدر الاشارة الى أن ملامح الخيبة والتأثر بدت واضحة على منظم الحفل السيد أحمد سمير وقد صرّح للصحفيين بكونه متأثرا بغياب الجمهور وهو الذي دفع من ماله الخاص أكثر من 50 ألف دينار من أجل إنجاح هذا الحفل على حدّ تعبيره. خلاف بداية الحفل كانت مع الفنان لطفي بوشناق الذي قدّم باقة من أغانيه على غرار «هاذي غناية ليهم» و«أنا حبّيت واتحبّيت» ليفسح المجال للنجمة التونسية الصاعدة أماني السويسي التي قدّمت بدورها مجموعة من أغانيها قبل أن تعود الى الأغاني التراثية التونسية بسبب تأخّر وصول الفنان المصري حكيم. لكن ما يشدّ الانتباه في هذه الفترة الأولى، ليس العرض في حدّ ذاته، لأنه كان بمثابة بروفة للفنانين التونسيين في ظلّ غياب الجمهور، وإنما الذي شدّ الانتباه كان في الكواليس، لما نشب خلاف بين الفنان لطفي بوشناق وأحد السّاهرين على التنظيم في مدخل الكواليس.. خلاف كاد يتحول الى تشابك بالأيدي لولا تدخل بعض المتواجدين هناك. «هرمنا... هرمنا» الفنان الشعبي «حكيم» كان ثالث فنان صعد الرّكح في حفل يوم أول أمس بالقبّة إلا أنه وبمجرّد انطلاقه في الغناء يجعلك تستحضر تلك اللقطة الشهيرة التي بثتها التلفزات العربية، اللّقطة التي قال فيها المواطن التونسي أحمد ولد الحفناوي «هرمنا.. هرمنا..».. استحضار هذه اللقطة في الواقع له مبرّراته والمتمثلة أساسا في ضياع صوت هذا الفنان بعد سنوات قضاها «حكيم» في عالم الأغنية، سنوات أثّرت في صوته، حتى ان إحدى الحاضرات في الحفل قالت: «حكيم هرم فنيا». حكيم قال في الحفل انه جاء محمّلا برسالة من 80 مليون مصري للشعب التونسي، رسالة مضمونها، شكر الشعب التونسي على موقفه النبيل في راس الجدير مع اللاجئين المصريين العائدين من ليبيا، واعتذار عمّا حصل في «ستاد القاهرة» من فئة لا تمثل الشعب المصري، رسالة أكدها الشاعر هشام الجخّ عند صعوده على الركح. حكيم قدّم اعتذاراته الشخصية للشعب الجزائري عبر قناة «حنبعل»، وتغافل عن تقديم ا لاعتذار من على الرّكح. «الجخّ» نجم الحفل نجم الحفل، كان على الاطلاق الشاعر المصري الشاب «هشام الجخّ»، فكلّ الحاضرين بالقبّة أو أغلبهم مكثوا بأماكنهم الى حدود منتصف الليل ينتظرون النجم الذي جاؤوا من أجله، وقد كان التفاعل مع شعره وحديثه أحيانا، جليّا، فلم ينقطع التصفيق وتعالت أصوات البعض منادية بقصائد هذا الشاعر كقصيدة «جحا» التي قال عنها «الجخّ»: «خلاص جحا أصبح من الماضي».. «هشام الجخّ» الشاعر سحب في حفل أول أمس بالقبّة بساط النجومية من تحت أقدام بعض نجوم الأغنية العربية ليقول دون أن يكون قد قال: «إن الكلمة الصادقة والشعر الجميل أقدر من أي وقت مضى على صنع الفرجة والابلاغ والتأثير». وقد جاء على لسان معجبيه في الحفل: «إن هشام الجخّ أعاد الى الشعر العربي قيمته وهيبته..».