«الخباز» و «النجار» و «الجنايني» حضروا ليلة أول أمس بفضاء المسرح البلدي بالعاصمة في حفل «آفاق» الذي أثثه الفنان لطفي بوشناق ونادي الفارابي للموسيقى العربية... ولكن المقصود ب «الخباز» و «النجار» و«الجنايني» ليس أصحاب المهن وانما أغاني الفنان لطفي بوشناق التي كتبها الشاعر المصري «ماجد يوسف» لكن طرافة هذه الأغاني بالاضافة الى أغنية «فاصول لاسيكاه» لم تكن الا نسمات شرقية تقطع الوصلات الفنية في حضرة أغاني المطرب التونسي لطفي بوشناق التي تعامل فيها مع الشاعر والكاتب «آدم فتحي» فبإستثناء الأغاني التي كتبها الشاعر المصري «ماجد يوسف» وأغنية «لعرفتك ضدي لمعايا» للشاعر «حسن شلبي» فإن بقية الأغاني التي أثثت الحفل بإمضاء الشاعر آدم فتحي أغاني تفاعل معها الجمهور الحاضر بأعداد غفيرة أدتها المجموعة الصوتية مع صاحبها الذي أطرب الحضور بصوته القوي وبمواويله وحضوره الفني والركحي الخاص. هكذا هو الفنان «لطفي بوشناق» لا يفوت حميمية لقائه بالجمهور ليتدفق حبا وطربا حين يغني «أنا حبيت واتحبيت» ويستغل ذات اللقاء ليهدي لجمهوره أغنية «هذي غناية ليهم» حتى غدا بوشناق في حفله بالمسرح البلدي كالطير يشدو للجمال وللطبيعة وهو الذي غنى «مثلما غرد طير في قفص» و «انت شمسي». الجمهور الحاضر في حفل «آفاق» بأعداد غفيرة فضلا عن استمتاعه لأجمل أغاني الفنان لطفي بوشناق ساهم بحضوره في دعم الجانب الخيري لحفل «آفاق» الذي ستخصص عائداته لفائدة جمعية خيرية، وهذا الحفل هو العرض الثاني على التوالي بعد الحفل الذي أحيته مجموعة «فنون» للموسيقى العربية بقيادة المايستر وعبد الرزاق الحيحي مساء الخميس الفارط بنفس الفضاء. وكم بلادنا في حاجة لمثل هذه الحفلات الخيرية التي تكرس البعد التضامني للشعب التونسي عموما.