مازال علي الحفصي يمارس استراتيجية «الكر والفر» في مسألة بقائه على رأس الجامعة التونسية لكرة القدم من عدمها فمرة يعلن استقالته وأخرى يتراجع عنها لتصبح الحكاية ككل مسلسلا مملا للجمهور ولكل المتداخلين في المشهد الكروي التونسي. آخر حلقات هذا المسلسل ما أعلن عنه الحفصي في آخر الأسبوع الماضي حين قرر تقديم استقالته مدعيا أنها هذه المرة لا رجعة فيها. توقيت غير مناسب أول ما يعاب على الحفصي في هذه المسألة أنه اختار الوقت غير الملائم لإعلان استقالته «الأخيرة» اذ قررها في وقت تم فيه الاتفاق على أن عودة نشاط البطولة بعد أخذ ورد في هذا المجال وبعد ان بدأ اليأس يدب الى البعض من عودة النشاط الا أن الحفصي أراد صب الماء أكثر على طين المشاكل باعلان استقالته في هذا الوقت غير المناسب خاصة بعد أن تم التوصل الى شبه اتفاق بأن تبقى الأمور على ما هي عليه الى غاية انتهاء الموسم الحالي. عرض... ثم رفض تقديم الحفصي لاستقالته «الأخيرة» بدا في بعض مظاهره وكأنه فيلم غير مفبرك السيناريو اذ قدم هذه الاستقالة الى المكتب الجامعي في آخر الاجتماع المعقود مؤخرا لتتعالى أصوات الرفض بدءا بشهاب بلخيرية وصولا الى بقية الأعضاء لنفهم أن المسألة «تشويقية» لا غير اذ لو كانت النية قوية لقدم الاستقالة مباشرة الى سلطة الاشراف أو بعد ندوة صحفية يعرض فيها منطلقات هذه الاستقالة وأسبابها لأن تقديمها الى المكتب الجامعي الحالي يعني الحكم عليها بالرفض بصورة مطلقة لأن هذا المكتب سينحل اذا غادره رئيسه أو على الأقل سيدخل في مشاكل هو في غنى عنها في الوقت الحاضر لتبدو المسألة وكأن الحفصي يريد ان يواصل مهامه وهو في حل من أي نقد لأن بقاءه كان بغير رغبته بل نزولا عند رغبة المكتب الجامعي.