بعد الأحداث الأليمة التي تعرض لها نهاية الأسبوع الماضي والتي أفضت الى احراق مصحته وعديد السيارات وشكلت تهديدا مباشرا لحياته، اتصل بنا السيد الجيلاني الدبوسي بمقر الجريدة بالعاصمة وهو يجرّ فجيعة وأسفا كبيرين لما آلت اليه الأمور من انفلات وفوضى... وهو ما يدفعنا للتساؤل حول أسباب هذا الانفلات الامني ومن يسحب خيوطه ولفائدة مَن تتواصل مثل هذه المظاهر المشينة التي تسيئ الى الثورة وتهتك سلطان القانون وتؤسس لتصفية حسابات وجب الترفع عنها. وقد شرح لنا الدكتور الدبوسي ما حدث بالقول: تدخلت يوم الجمعة ليلا بالقناة الاولى بعد تعييني من منظمة الاعراف للمشاركة في حوار حول التنمية الجهوية. بعد هذه المشاركة بُلّغت من طرف عديد المواطنين بطبرقة بأن بعض أعضاء ومسؤولين سابقين في التجمع الدستوري الديمقراطي وزّعوا أموالا ومكّنوا منحرفين من كميات جعة من حاناتهم استغربت للأمر، خصوصا أن تدخلي بالحوار التلفزي كان مصدر ثناء من عدة أطراف. وحوالي الساعة الثانية بعد الزوال تجمهر حوالي 30 شخصا أمام مصحّتي وهم مراهقون تتراوح أعمارهم بين 15 و20 سنة شارعوا في إضرام النار التي طالت أيضا 3 سيارات اسعاف وأخرى خاصة. ثم اقتحموا المصحة وكسّروا تجهيزات قاعات العمليات والمكاتب والغرف وآلات وقاعات تصفية الدم ثم أضرموا النيران ثانية، وبعدها اتجهوا نحو نزل على ملك ابني سامي وأخرجوا بالقوة والعنف 6 سياح كانوا متواجدين فيه برفقة طفلين صغيرين وزادوا في النهب والتكسير بلا رادع ولا ضمير. بعدها اتجهوا نحو مشروع سياحي طبي على ملكي ونهبوه. والسؤال الآن هو لماذا هذا العنف؟ ردّا على هذا السؤال قال السيد الجيلاني الدبوسي حسب تعلاّتهم لأني كنت شريكا للطرابلسية... وهذا أمر مضحك بل يدعو الى الشفقة ذلك أن الخاص والعام في طبرقة وفي غيرها من مناطق البلاد يعلم علم اليقين أنني لم أكن على اتصال بأي فرد من هؤلاء، كما يعلمون ايضا أنني من عائلة ثرية قبل ظهور الطرابلسية بعقود طويلة فما الذي يجعلني أشاركهم أو أتملق لهم او حتى أسعى الى معرفتهم؟ثم إن هذه التهمة السخيفة أصبحت تلقى على كل شخص لغايات دنيئة وفاسدة بينما ينعم شركاؤهم بالأمن والأمان. وأيضا يستغل الذين يمارسون العنف من وراء الستار وعي الناس وثورتهم ضد كل ما يمت للطرابلسية بصلة، كي يوجهوا أحقادهم صوب كل من يعادونه. وفي هذا قمة الاجرام في حق الناس والثورة وتونس معا. ويضيف السيد الجيلاني الدبوسي أنه يشتغل كطبيب منذ 40 سنة بالتمام والكمال وأن المصحة التي أحرقت شهدت ميلاد 4 آلاف تونسي وتم فيها ختان 14 ألفا. ويضيف: «وما يحز في نفسي أكثر في هذه التفاصيل هو ان أغلبية من اعتدوا على المصحة هم بمثابة أبنائي. هذه الحادثة لا تعكس في شيء أصالة سكان طبرقة العزيزة ولا تعكس ايضا أخلاقهم العالية، فقد عرفوا بالشهامة والرجولة ونبذ العنف الأعمى. علما أن خسائر الحادثة بلغت مليوني دينار».