على بعد حوالي ثلاثة كيلومتر من مركز معتمدية المظيلة تتموقع عمادة «برج العكارمة» في الطريق الى المقاطع السطحية للفسفاط بالجلابية هذه العمادة التي بها ما لا يقل عن 4000 نسمة كان لرجالها دور هام في تاريخ الحركة الوطنية وبناء الدولة الحديثة وتعزيز الاقتصاد الوطني من خلال العمل في قطاع الفسفاط خلال عقود من الزمن في ظروف مهنية قاسية خلفت عديد الضحايا في الدواميس، لكن رغم تضحيات أبناء الجهة في البناء الوطني في بعديه السياسي والاقتصادي فإن طموحات «برج العكارمة» التنموية ظلّت مهمشة وليس غريبا أن تشهد المنطقة أولى الحركات الاحتجاجية في منطقة الحوض المنجمي منذ سنة 2002. فعمادة «برج العكارمة» تعاظم عدد العاطلين عن العمل فيها سواء من أصحاب الشهائد الجامعية العليا أو غيرهم من المستويات التكوينية المختلفة أو الذين انقطعوا عن الدراسة لأسباب اجتماعية ومادية خاصة.. «الشروق» التقت قيدومة المتخرجين العاطلين عن العمل الآنسة (فتحية ع.) التي تحصلت على الأستاذية في التاريخ سنة 1998 ومازالت منذ 13 سنة تنتظر مخرجا لأزمتها وهي يتيمة الأب وتنتمي الى عائلة متكونة من 10 أنفار منهم 5 حاصلون على الأستاذية و لهما شهائد تكوين مهني.. بمرارة حدثتنا فتحية التي تتألم لوضعها ووضع زملائها في المنطقة قائلة «إن حظنا في هذه العمادة أن يشتغل جامعي واحد كل عشر سنوات» أما أخوها «سفيان» فأشار الى أن العاطلين عن العمل بالمنطقة كثيرون ومن مستويات مختلفة وأن الجميع ينتظر نصيب الجهة من فرص الشغل التي ستوفرها شركة فسفاط قفصة أما السيد مقداد (إطار بشركة فسفاط قفصة) فيرى ضرورة مساعدة الشبان على بعث مشاريع خاصة تفتقد إليها العمادة مثل (مخبزة محلات تاكسيفون فضاء انترنات صناعات تقليدية لوازم أفراح مصور..) ويضيف (حافظ ق) أن إعطاء قروض لعديد العائلات من شأنه أن يساعد على العودة الى تشجيع صناعة الصوف المعروفة لدى نساء المنطقة. وفي هذا الصدد تساءل محدثنا عن سرّ غلق مركز التدريب المختص في النسيج ومعمل النسيج وهما فضاءان كان يساعدان الى حدّ ما فتيات الجهة رغم مصاعب العمل وضعف المنح فيهما. وفي ذات السياق يذكر السيد رشدي (إطار بمؤسسة) أن وحدة «بينتون» للملابس الجاهزة قد أغلقت أبوابها في بداية الطريق وهي التي كانت تشغل عددا من فتيات المنطقة ومن جهته يرى أنه من المهم استغلال هذا الفضاء الصناعي لتركيز وحدة تابعة لمؤسسات يازاكي لإيجاد فرص إضافية لتشغيل الشباب ولم يفته أن يؤكد على ضرورة بعث مركز للتكوين المهني بالمنطقة يؤطر الشبان ويعدهم للحياة المهنية. الفلاحة... قطاع واعد في المنطقة لأهالي «برج العكارمة» أراض فلاحية منبسطة ذات خصوبة عالية معروفة بمنطقة «السقي» وهي تبعد حوالي 15 كلم عن مكان استقرار الأهالي. وهذه الأراضي مستغلة للزراعات الموسمية الكبرى (قمح شعير) لكنها تفتقر الى المياه وهو ما أشار إليه السيد (منجي ع) الذي أكد على ضرورة حفر آبار عميقة لبعث مساحات سقوية لمختلف أنواع الغراسات والخضروات وهو ما سيشجع عديد الأهالي على الاستقرار فيها وفي هذا الصدد دعا الى ضرورة تعبيد الطريق المؤدية الى «السقي» وإيصال النور الكهربائي، وهو ما شاركه فيه الرأي السيد رشدي وأضاف أن الفلاحين في حاجة الى التمتع بقروض لتربية الإبل والأغنام والماعز في منطقة السقي ولم يفته أن يؤكد على ضرورة تسريع تقسيم أرض منطقة «الباطن» لإحكام استغلالها. الدائرة البلدية... ضرورية أجمع كل من التقتهم «الشروق» من أبناء «برج العكارمة» على ضرورة بعث دائرة بلدية بمنطقتهم من شأنها أن تضطلع بتقريب الخدمات الادارية للحالة المدنية وتخفف عن الأهالي الانتقال الى مركز المعتمدية لاستخراج وثائقهم كما أن بعث هذه الدائرة سيطور الخدمات المتعلقة بالتنوير العمومي والتعبيد والنظافة والتطهير التي هي الآن في مستوياتها الدنيا وهو ما دعا الشاب «سفيان» الى التساؤل عن حقيقة دور المجلس القروي في ظل تراكم الأوساخ في كل مكان وغياب الانارة في عديد الأحياء وانعدام أي مبادرة لتحسين ظروف العيش ناهيك أن مقرّ المجلس قد أغلق بابه ببناء حائط مكانه بعد أن ظلّ لفترة طويلة مخلوعا وفضاء للقاذورات! وما دمنا بصدد الحديث عن تدني مستوى المرافق وانعدام المبادرة الخلاقة فقد أشار الشاب «سفيان» الى الانهيار التام لبناية أول مسجد بالمنطقة منذ سنوات دون تدخل أي جهة لإعادة بناء هذا المسجد القريب من وسط سوق القرية مما جعل آثاره المتداعية سببا في مشكل متعدد الجوانب (تلوث حشرات سامة...) ودعا محدثنا الى ضرورة تنظيف فضاء المسجد وإعادة بنائه في أقرب وقت، أما عن الخدمات الصحية بالمنطقة فهي حسب السيدة راضية (موظفة) دون طموحات الأهالي داعية الى جعل العيادات الطبية يومية وبعث قسم استعجالي بالمستوصف وتعزيزه بالاطارات شبه الطبية مع التأكيد على دعم المستوصف وتعزيزه بالاطارات شبه الطبية مع التأكيد على دعم المستوصف بالتجهيزات اللازمة وانتداب أعوان صحيين من المنطقة للعمل به. مكتبة... دار شباب ومدرسة إعدادية بعث مكتبة عمومية ودار شباب ومدرسة إعدادية وبناء ملعب رياضي وبعث جمعية لكرة القدم وتوسيع المدرسة الحالية وتركيز فضاء ترفيهي للعائلات والأطفال كلها طموحات عبّر عنها شباب برج العكارمة وأكدوا على مشروعيتها لتحسين نمط الحياة بالقرية كما ألحو على تسريع إنجاز الطريق التي تربط المنطقة بالقويفلة وقد ردّد هذه المطالب كل من «وجيه» و«سفيان» و«رشدي» فيما شدّد السيد عبيد قوادر (متقاعد) على دعوة شركة فسفاط قفصة الى فتح ناد للمتقاعدين بالبرج ومراجعة التعويضات التي منحت للأهالي لتضرر منازلهم بسبب التفجيرات التي تقوم بها مصالح الشركة في مقاطع الفسفاط، باعتبار أن الأضرار متواصلة بتواصل عمل الشركة في المقاطع السطحية أما نبيهة (معوقة) فقد دعت الى الاهتمام بالعائلات المعوزة وتمكينها من بطاقة العلاج والمنح على قاعدة الاستحقاق مضيفة أن المعوقين كثيرون بالمنطقة ولا يحظون بالرعاية اللازمة. أما في مجال النقل فيؤكد كل من «مجد» (تلميذ) وأماني (طالبة) على ضرورة ربط كل سفرات شركة القوافل من قفصة الى المظيلة بمنطقة برج العكارمة ويلحّ «رشدي» على تعزيز النقل الريفي بإسناد رخص جديدة لأبناء القرية مع رخص اللواجات سواء باتجاه قفصة أو باقي جهات الجمهورية، وهو ما سيسهّل خدمات النقل ويجودها ويوفر مزيدا من مواطن الشغل.