دعا ناشطون سوريون على موقع «فايس بوك» أمس إلى تنظيم مظاهرات جديدة اليوم الجمعة في سوريا في ما أطلقوا عليه «جمعة الاصرار» في ما اتهمت واشنطنطهران بمساعدة دمشق في قمع المظاهرات السلمية بعدة مدن سورية من أهمها «بانياس» التي أبرم وجهاؤها اتفاقا مع القيادة يسمح بدخول الجيش إليها لحفظ الأمن بها. وقال الناشطون على صفحة «الثورة السورية ضدّ بشار الأسد 2011» التي جمعت أكثر من 114 ألف مؤيد إنهم يدعون إلى مظاهرات في كافة المحافظات السورية للإصرار على المطالب. وعلى الحرية وعلى السلمية. رفض لاتهامات النظام ورفض الناشطون الاتهامات الموجهة إليهم من طرف النظام بالانتماء إلى الجهات الخارجية مشيرين إلى أن ثورتهم سلمية بيضاء لا تحمل السلاح. وأكدوا أن كل من يحرض على العنف والطائفية والتخريب ليس من الثورة. وتأتي هذه الدعوة عقب إصدار صحيفة «الغارديان» البريطانية تقريرا أمس، أورد أن قوات الأمن السورية قتلت جنودا بعد رفضهم إطلاق النار على المتظاهرين في مدينة «بانياس». ونقلت «الغارديان» عن مراقبي حقوق الإنسان إن المجند مراد حجّو من قرية «مضايا» لقي مصرعه برصاص قناصة لرفضه إطلاق النار على المتظاهرين. وأضافت أن شريط فيديو يظهر جنديا سوريا جريحا يؤكد خلاله أنه أصيب بعيارات نارية في ظهره على يد قوات الأمن. القناصة في «بانياس» في المقابل بث التلفزيون السوري أمس مشاهد لقناصة في «بانياس» وهم يطلقون النار على قوات الأمن في المدينة منذ يومين مما أسفر عن مقتل عدد منهم. وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن مجموعة مسلحة من القناصة صوبت نيران أسلحتها تجاه عناصر من الجيش خلال قيامها بدورية حراسة بمدينة «بانياس». وأضافت أن اطلاق النار، من قبل القناصة، أدى إلى استشهاد عنصر من الجيش وإصابة آخر. وفي ذات الإطار أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن الأجهزة الأمنية أفرجت عن مئات المعتقلين من مدينة «بانياس» وقرية «البيظ» والقرى المجاورة لها. وذكر أن بعض الأشخاص الذين أخلي سبيلهم أكدوا تعرضهم للتعذيب الشديد وأنه تم توثيق عدد من حالات التعذيب. ونقل عن بعض المفرج عنهم أنه جرى التحقيق معهم حول أمور لم يسمعوا بها من قبل حياتهم. وفي درعا، قطع متظاهرون من قرى المدينة الطريق العام المؤدي إلى الحدود الأردنية. وقال شهود عيان إن نحو 100 شخص قطعوا الطريق إلى الأردن وأشعلوا إطارات السيارات وأضافوا أن نقطة تجمعهم تبعد نحو 3 كيلومترات من مركز «نصيب» الحدودي احدى النقاط الحدودية بين سوريا والأردن. أما في «بانياس» فقد اتفق مشايخة المدينة مع القيادة على منع العناصر الأمنية من دخول الأحياء لتنفيذ حملات اعتقال فيها على انتشار الجيش في نقاط محددة من المدينة لحفظ الأمن بها. وأكدت جهات مطلعة أن وفد القيادة وعد بملاحقة العناصر التابعة للعصابات المسلحة التي عملت على إثارة الفتنة الطائفية ومحاسبة الجهات الأمنية التي غضت الطرف ولم تتخذ الاجراءات الكفيلة بإيقاف الأعمال التي كادت أن تشعل المدينة طائفيا. وأذيع بيان الاتفاق عبر مساجد المدينة والذي ينص أيضا على الاعلان عن عفو عام على كل ما جرى في «بانياس» والافراج عن كافة المعتقلين وعدم دخول عناصر الأمن المدنية وعدم مداهمة أي منزل أو اعتقال أي شخص. اتهام من جانبها، اتهمت واشنطن أمس طهران بمساعدة سوريا في قمع المظاهرات عبر تأمين التجهيزات الكاملة لمواجهة الاعتصامات ومراقبة مجموعات المعارضة السياسية. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين في إدارة باراك أوباما قولهم إن إيران بدأت في تزويد دمشق بمعدات متطورة لمراقبة الحشود. وأشاروا إلى أن اتصالات رصدت بين المسؤولين الايرانيين تكشف عزمهم على دعم المجموعات الشيعية المعارضة في البحرين واليمن وزعزعة استقرار حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط. وأكدوا ان ايران تساعد ماديا دمشق في جهود الأخيرة لقمع شعبها حسب زعمهم، وأنها «تصدّر» تجربتها في قمع مظاهرات المعارضة الخضراء. من جهتها، أفادت مصادر أمنية أمس ان شرطة الحدود اللبنانية اعتقلت شخصين كانا يحاولان ادخال سيارتين محملتين بالسلاح إلى سوريا. وذكرت ذات المصادر أن السيارتين محملتان ببنادق «كلاشينكوف» وأسلحة نصف آلية وبعض القنابل. كما أعلن التلفزيون السوري أمس عن تشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة وزير الزراعة في الحكومة السابقة عادل سفر. واحتفظت التشكيلة الجديدة بوزراء الدفاع والخارجية وشؤون الدولة والنفط والري والثقافة والاتصالات والأوقاف. وشمل التغيير وزرات الداخلية والمالية والاعلام. وفي سياق متصل، شهدت عدة مدن سورية مظاهرات تضامنية مع مدينة «بانياس» الساحلية غرب البلاد. وامتدت المظاهرات المطالبة بالاصلاح إلى جامعة مدينة «حلب». وتدخلت قوات الأمن السورية لتطويق جامعة «حلب» التي تظاهر عدد كبير من طلبتها تنديدا بنظام الحكم، قبل أن يتم تفريقهم على يد أنصار حزب البعث الحاكم.