كيف عاشت الجالية التونسية الثورة في تونس؟ وكيف تفاعلت معها أمام السويسريين؟ وما هي المكانة التي تحظى بها هناك ؟ وكيف كان رد فعل سويسرا تجاه الثورة التونسية؟..السيد مراد خلف الله نائب رئيس جمعية الصداقة التونسية السويسرية الذي عاد مؤخرا إلى أرض الوطن لقضاء عطلته السنوية وهو الذي يعمل كتقني مختص في تزويق المنازل الفخمة بسويسرا تحدث ل«الشروق» عن كامل التفاصيل, كما كشف أيضا عن حادثة أخرى قام بها بنفسه وبقيت حديث الناس هناك ومضرب مثل كل الجاليات العربية إضافة إلى الشعب السويسري عندما أقدم على وضع صورة محمد البوعزيزي بجانب السويسري «فاكلاف» الذي احرق نفسه هو الآخر في شهر جانفي من سنة 1969 من اجل حرية وحقوق الإنسان وذلك بعد أن حصل على موافقة السلط السويسرية. ماذا يمكن أن نعرف عن مراد خلف الله ؟ مراد خلف الله تونسي مقيم بسويسرا منذ سنة 2001 بمنطقة لوزان السويسرية واشتغل في ميدان تزويق المنازل الفخمة ومتزوج من سويسرية وأب لطفلة. أولا لو تحدثنا عن ردود فعل الجالية التونسية تجاه ما حصل في تونس يوم 14 جانفي الفارط ؟ جاليتنا كانت سعيدة جدا بما حدث لبلادنا والشعب التونسي شرفنا عالميا خاصة أمام السويسريين الذين يحترمون بلادنا لكن لهم عديد المآخذ حول من يحكم البلاد قبل 14 جانفي، بل سعد شعبها برحيل هذا الطاغية نتيجة عدة ظروف التي من أجلها قامت الثورة المجيدة كما أن الفرحة كانت بصراحة ممزوجة بالخوف خاصة عند العودة حيث أن كل الناس تتحدث عن الديوانة. كما لم تشهد سويسرا أي تكتلات تذمر لجاليتنا. بصراحة كيف عشتم التغيير الذي حصل والتطورات المتسارعة في البلاد ؟ عشناها لحظة بلحظة مع عائلاتنا في تونس وكنا دائما نهاتفهم ونسأل عن أحوالهم خاصة أيام ظهور القناصة, وطبعا كنا نتمنى لتونس الاستقرار لأننا متفائلون بالمستقبل حتى أن السويسريين باتوا يتحدثون اليوم عن ضرورة القدوم إلى تونس للسياحة والتي يعتبرونها نموذجا لبلد نام وصاعد ومتطور ومتفتح. كيف تقيّم حضور وسمعة الجالية التونسية بسويسرا من خلال موقعك كنائب رئيس لجمعية الصداقة التونسية السويسرية ؟ للأمانة الجالية التونسية بسويسرا تقدم نموذجا طيبا في التفتح والمبادئ والاندماج والقدرة على التأقلم مع الشعب السويسري ونحظى باحترام كبير من الجميع . ما هي أهم الصعوبات التي تواجه أفراد جاليتنا بسويسرا ؟ في الحقيقة لا توجد عندنا مشاكل كبيرة لجاليتنا باعتبارهم أشخاصا جاؤوا إلى هنا للعمل دون غيره ونحن حوالي 13 ألف تونسي في سويسرا نساهم من موقعنا مساهمة فعالة في نمو الاقتصاد السويسري ونقدم في خدمات لهذا البلد كما نقدم في صورة حية على بلادنا المتقدمة والمنفتحة كالكتاب على جميع الأجناس ,لأن بلادنا تتصدر طليعة البلدان المتطورة والمتقدمة في الشرق الأوسط والعالم العربي وشعبها متفتح. كيف تلتقي الجالية في سويرا وهل لكم أنشطة تجمعكم؟ بالإضافة الى الجالية الموجودة في « لوزان « نقوم من حين الى آخر بتنظيم تظاهرات وأنشطة ثقافية وفنية واجتماعية لفائدة كل الجالية في سويسرا والغاية هي تسويق صورة متميزة من جهة ولم شمل الجالية التونسية من جهة ثانية كما تحظى هذه الأنشطة وغيرها بتغطية مهمة من طرف وسائل الإعلام كما نسعى دائما إلى تشجيع السويسريين للقدوم إلى تونس ونعرف بكل مواقعها السياحية . كممثل عن الجالية التونسية بسويسرا كيف تواجهون حملات العنصرية ضدكم؟ نواجهها بالمبادئ والأخلاق الرفيعة والتفتح, ونحن كجالية تونسية متقيدون بقوانين هذا البلد ونعمل تحت تقاليده باحترام، لذلك تحظى تونس باحترام شديد عند الشعب السويسري الذي يصنفها من ضمن البلدان المتقدمة والمتسامحة. قمت مؤخرا ببادرة نالت إعجاب الجميع في سويسرا عندما وافقت السلط السويسرية ورخصت لك لتضع صورة البوعزيزي جنبا إلى جنب مع تمثال ابنهم الذي سقط ضحية مشابهة لما حدث؟ تقريبا مشكلة « فاكلاف « تتشابه مع مشكلة البوعزيزي إلى حد كبير وكلها مشاكل تخص الحرية والكرامة والديمقراطية وحقوق الإنسان, لكن إذا احرق السويسري نفسه سنة 1969 فإن البوعزيزي قام بذلك في القرن الواحد والعشرين أي في وقت شهد فيه العالم ثورة رهيبة على جميع الواجهات ولم يعد مسموح للحكومات أن «تنافق» وتكذب على شعوبها التي لها الحق في العيش الكريم, ومن هذا المنطلق قمت بتعليق صورة البوعزيزي جنبا إلى جنب مع «زميله» ( فاكلاف ) باعتبارهما يتقاسمان نفس القضية ووجدت هذه العملية صدى طيبا في كل الأوساط في سويسرا.