(من مبعوثة وات خديجة البوسالمي) - قال الدبلوماسي الصيني السابق وو سيسكو، إن بيكين وتونس يمكنهما مزيد تطوير علاقتهما خاصة في المجالين التجاري والسياحي في ظل تعاون بين الصين والعالم العربي، تبدو آفاقه واسعة. وأضاف سيكسو، في تصريح لممثلة وكالة تونس إفريقيا للانباء، على هامش دورة تدريبية لفائدة الصحفيين العرب، تنتظم حاليا بالعاصمة الصينية بيكين، أن العلاقة بين تونسوالصين قائمة حاليا على تفاهم متبادل بشأن عديد المسائل والقضايا الدولية والإقليمية. وأردف قائلا: " لدينا فرصا كبيرة للتعاون، وخاصة في المجال السياحي، سيما وأن تونس تعد بلدا جميلا، والصينيون يدركون ذلك جيدا، كما أن العلاقات بين البلدين جيدة منذ مدة طويلة". ولاحظ سيسكو، خلال محاضرة بعنوان " منتدى التعاون التونسيالصيني يعمق أسس العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين الصين والعالم العربي في العصر الجديد" ، أن العالم العربي واجه ضغوطا "هائلة"، مما دفعه إلى البحث عن الدول الصديقة وتوسيع هامش المناورة الدبلوماسية في الوقت الذي دخلت فيه الصين إلى مرحلة تنموية جديدة'' وأضاف " أن العالم العربي يمثل جزءا رئيسيا من الدول النامية وتربطه بالصين علاقات تقليدية وثيقة ومتبادلة المنفعة وأن هذا الواقع أدي إلى ولادة المنتدى العربي الصيني الذي سينعقد بالصين سنة 2026 ". واعتبر أن بناء علاقات مصيرية صينية- عربية، يعكس الرغبة المشتركة، في فتح علاقات جديدة وصنع مستقل أفضل على مستوى العالم وهو ما عايشه على امتداد قرابة خميسين عاما من عمله الدبلوماسي. وبين أن المنتدى العربي الصيني، سيسهم في مزيد تطوير العلاقات وإعطاء دفع أكثر للعلاقات المشتركة بين الصين والعالم العربي من أجل بناء مستقبل أفضل. وشدد على أهمية مكون الشباب في هذه العلاقة الاسترايتيجية بين الصين والعالم العربي والحاجة إلى تطوير قدراته من خلال تعزيز التعاون وتبادل الزيارات ، إلى جانب تعزيز الابتكار من أجل انجاج منتدي التعاون الصيني العربي. وأبرز وو سيسكو، أن النظرة المستقبلية إلى التعاون بين الصين والعالم العربي، تؤكد وجود مكامن تعاون مهمة، إذ أن الجانبان سيعملان، على المستوى العالمي، على مواجهة تحديات من بينها تغير المناخ . وخلص الى التأكيد على ان التعاون الصيني العربي في مجال الاقمار الاصطناعية سيفتح فصلا جديدا في مجال استكشاف الفضاء كما أن مجال الذكاء الإصطناعي والبنية المرتبطة به تشكل فضاء تعاون هام. وبلغ إجمالي الناتج المحلي للصين لسنة 2024، قرابة 9ر18 تريليون دولار وتأتي في المرتبه الثانية عالميا وتحقق نسبة نمو في حدود 5 بالمائة مما يمثل قرابة 9ر16 بالمائة من حجم الناتج المحلي العالمي ويقدر معدل نصيب الفرد بنحو 13 و500 دولار أمريكي وتضم البلاد قرابة 56 قومية. وبلغت المبادلات التجارية بين تونسوالصين سنة 2024 نحو 2ر9 مليار دينار تونسي، مسجلة نموا بنسبة 8 بالمائة مقارنة بسنة 2023 وتشير التقديرات إلى وجود فرص تصديرية غير مستغلة نحو السوق الصينية بقيمة تفوق 214 مليون دولار أمريكي. وتتضمن هذه المبالغ قرابة 20 مليون دولار لزيت الزيتون، و15 مليون دولار للمنتجات البحرية، و5ر2 مليون دولار للتمور، ما يؤكد الإمكانات الكبيرة المتاحة لتقليص العجز التجاري وتعزيز التبادل المتوازن بين البلدين، وفق بيانات مركز النهوض بالصادرات.