ونحن نرصد مشاغل واهتمامات المواطنين في كامل البلاد، توقفنا في مدينة مدنين التي عالت كثيرا من الحرمان والاهمال في عهد الرئيس المخلوع.. تقابلنا وجها لوجه مع واليها الشاب، المحامي الحقوقي نبيل الفرجاني.. كنا نحمل في ملف اللقاء رسائل كثيرة، وكان علينا أن نلتقي مع هذا الوالي أكثر من لقاء، لنتلمس همته ونشاطه ومثابرته على متابعة أعمال فرق النهوض بالتنمية الجهوية التي شكلها بهدف توفير الخدمات المطلوبة لكافة الأحياء السكنية في ربوع كافة المعتمديات، لأن ولاية مدنين بالذات كانت متعبة ومحرومة من المشاريع المفيدة، وقد نالها توسع في حجم البطالة في صفوف الشباب وخاصة أصحاب الشهائد العليا، مما زاد في معاناة الأهالي وخصوصا خلال هذه الظروف الاستثنائية الطارئة.. بداية أكد لنا الوالي الشاب نبيل الفرجاني، أن أبواب مكتبه مفتوحة لجميع أهالي ولاية مدنين دون تفاضل أو تمييز، وأنه قام بمعية المسؤولين الاداريين على اختلاف تخصّصاتهم بعديد الزيارات الفجائية الى المجمعات السكنية والمؤسسات العمومية والخاصة، وتلمس شخصيا لدى المسؤولين في السلطة الجهوية والمحلية وسائر هياكل الشأن العام، متطلبات، واستحقاقات الجهة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. وقد ترشحت لديه معلومات حول ثلاث معتمديات أصبحت في حاجة ماسّة الى تدخل تنموي عاجل، هي سيدي مخلوف وبني خداش وبن قردان، باعتبار أن لهذه المعتمديات أولوية في التنمية والتشغيل، خاصة بعد أن أغلقت أمام مواطنيها أبواب الرزق، بسبب الحرب الدائرة حاليا في ليبيا الشقيقة.. وذكر أن الولاية عقدت جلسة موفقة، خصصتها لتشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي وتهيئة الأرضية الملائمة لذلك.. واهتم السيد والي مدنين بالوضع الأمني في ربوع الولاية، وعقد للغرض أكثر من اجتماع للمجلس الأمني لإعادة الطمأنينة الى قلوب المواطنين، ولاحظ أنه قام بتخصّص أوقات يستقبل فيها بمعية زملائه إطارات الولاية المجندين، نحو 150 مواطنا يوميا، ويستمع الى مشاغلهم واهتماماتهم وخاصة طالبي الشغل من حملة الشهائد العليا.. وهو يطلب من هؤلاء جميعا التحلي بالصبر والتريث لبعض الوقت، حيث هناك حسب تصريحات وزارة التشغيل مواطن شغل جديدة، سيقع الاعلان عنها، كما عن فتح مناظرات خلال شهر جوان المقبل.. وتمنى الوالي الشاب نبيل الفرجاني أن تكلّل جهود الوزارة والولاية بتوفير مواطن شغل جديدة للعاطلين عن العمل.. وقال ان هذه اللقاءات تعكس العلاقة الديمقراطية بين المواطن والمسؤول في زمن الثورة. والي مدنين، ذكر أيضا أن المسؤولين في الولاية يواجهون ضغطا كبيرا سببه كثرة المشاكل المتراكمة وبعض المسائل النقابية كالاضرابات والاعتصامات وغيرها، ورغم ذلك فقد وفقوا في إيجاد بعض الحلول الملائمة.. ولكن مع كل هذه الجهود المبذولة والمتابعات اليومية المتواصلة، فإن الحاجة الى الخدمات التي ترضي المواطن تبقى أوسع وأكثر من طاقة الاحتمال. وفي ردّه على سؤال يتعلق بدور رجال الأعمال في دعم جهود التشغيل، أكد السيد الوالي أنهم وعدوا على أية حال بالعمل على تحقيق الغرض المنشود، مضيفا أن لهم أيضا جملة من الطلبات ستعمل الولاية على ضبطها في لقاءات تخصّص لهذا الموضوع، وإقرار جدولة زمنية للتحرّك باتجاه تحقيقها في ضوء الامكانيات المتوفرة، ولاحظ الوالي أنه استقبل فعلا رجال أعمال من الجهة وعدوه بالعمل على جلب مستثمرين من تونس للانتصاب في ولاية مدنين. وقال اننا نبذل جهودا في التواصل مع رجال أعمال من الخارج، بعضهم سيحلّ قريبا بين ظهرانينا لنتباحث سوية حول الاستثمار في ولاية مدنين التي تحصلت من الحكومة الحالية المؤقتة على اعتماد مالي لتشغيل الحظائر بقيمة مليار و200 ألف دينار وهي بحاجة الى المزيد، كما تحصلت على اعتماد مالي آخر من الصندوق الوطني للتشغيل بقيمة 750 ألف دينار، سيتم صرفه الى العائدين من ليبيا في شكل منح بقدر 400 دينار للفرد الأعزب و600 دينار للفرد المتزوج وقد بدأ توزيع هذه المنح في معتمدية سيدي مخلوف حسب مقاييس وزارية، هذا بالاضافة الى مبلغ 6 آلاف دينار خصّصتها جمعية «إندا» لكل راغب في الاستثمار في مشاريع صغرى.. وبخصوص أوضاع العائدين من ليبيا من العرب وغير العرب، أفاد والي مدنين أن المسؤولين بالجهة يؤدون يوميا زيارات تفقد الى أماكن تجميع هؤلاء اللاجئين، ويسهرون على رعايتهم الصحية والمعيشية وخاصة أفراد الجيش التونسي الذين يرعون بدورهم هؤلاء ويحرصون على أمنهم وسلامتهم بالليل والنهار. والسيد الوالي يتوجه بجزيل شكره وامتنانه للجهود التي يبذلها الجيش التونسي في احتضانه القادمين من ليبيا في كل من ذهيبة وبن قردان.. وختم السيد والي مدنين حديثه معنا، بتوجيه نداء الى الحكومة الحالية المؤقتة لإعطاء ولاية مدنين أوفر الحظوظ في التنمية الجهوية والمحلية لأنها تشكو حقيقة من نقص كبير في جميع المرافق الحياتية لتأثرها المباشر بالأزمة في ليبيا الشقيقة.