عفوا يا فلسطين، عفوا لأنهم حاولوا غسل ذنوبهم بدماء الشهداء عفوا لأنهم دهسوا جثث الأبرياء ليصلوا الى المناصب، عفوا لأنهم كانوا من القيود الحديدية التي كبّلت المساجين. يستحي القلم أحيانا حين ينزف منه الحبر دموعا فوق ورقة عذراء دنستها مواقف بعض المسؤولين الرياضيين الذين حشروا أنوفهم في متاهات سياسية مفضوحة.. .. إلى إسرائيل اليوم نتحدث عن زيارة ميدانية الى تل أبيب قام بها محمد منصف البرتاجي رئيس المنظمة الوطنية للرياضة والعمل خلال مؤتمر دولي للمنظمات الرياضية في 2008 هنا نتساءل ماذا سنقول وكيف سنعبّر؟ علم المحتل الصهيوني يرفرف أمامه وهو يصعد ليلقي كلمة في قلب إسرائيل أمام الحاضرين ممن مازالت إياديهم ملطّخة بدماء محمد الدرة وضحايا غزة وأطفال فلسطين..هل هذه هي الرياضة؟ وهل كان حضور هذا المؤتمر ضروريا حتى لو كان تحت الضغط؟ البعض يؤكد ان الاستقالة كانت أشرف بكثير من التطبيع الثقافي والتطبيع السياسي وصولا الى التطبيع الرياضي. زيارة رئيس المنظمة الى تل أبيب هو تطبيع مغلف برداء الرياضة وهو يخبّيء الكثير من الخطط المستقبلية لهذه العملية، ولكن الثورة دفنت أحلام البعض بالتطبيع الرياضي مع الكيان الصهيوني. وللعلم فإن منصف البرتاجي هو العربي الوحيد الذي كان متواجدا في تل أبيب لحضور ذلك المؤتمر الرياضي. واحتراما منا لحق التعبير والتبرير وللرأي المخالف، لم نشأ أن ننشر اي كلمة دون ان نسمع رأي «البرتاجي» فماذا قال؟ «نعم ذهبت للمؤتمر في تل أبيب في إطار دولي وتنسيق مع الكنفدرالية الدولية للرياضة والعمل وأنا عضو فيها بخطة نائب رئيس ووجودي هناك لم يكن تحت الضغط بل لأني أمثّل تونس وأريد دوما تلميع صورتها والمشاركة في المحافل الدولية ففي سنة 2013 سيبلغ عمر الكنفدرالية مائة سنة ولا يوجد غير تونس عضوة فيها وهذا شرف لنا وقد مثّلت وطني أحسن تمثيل سواء في تل أبيب او غيرها من الدول الأوروبية والعالمية. وللعلم فإن منظمتنا قد دعت وفدا فلسطينيا في أكتوبر الماضي وشارك مع فرق تونسية في عدة مسابقات وتعهد بالعودة هنا لأننا أحسنّا ضيافته ونسعد كثيرا بهذه الفكرة... أردت ان أقول صحيح اني ذهبت الى هناك في إطار رياضي لكن فلسطين تبقى في القلب. وأنا أعرف جيدا ان هناك عدة أطراف تحاول تدميري لأني رفضت تواجدها في المنظمة لأسباب عديدة منها الفساد المالي والأخلاقي». الخلاصة نحن نعرف جيدا أن هناك عدة خلافات جانبية على المناصب وأن المنظمة ذات صيت عالمي وأن عدد المشاركين فيها حوالي 15 ألفا ولكن قد لا نجد عذرا لأي تونسي تخوّل له نفسه أن يذهب لأرض المحتل ويمثلنا فحينها سنقول له لا وألف لا ونعيد اعتذارنا للأشقاء ولدماء الشهداء ولأحلام الأحباء برؤية دولة فلسطينية حرّة مستقلة.