رغم عامل الزمن الذي أثقل خطواتها، فانها لم تيأس تتنقل بين مسالك الأمل بحثا عن حل لوضعها الصعب الا وهو حصول ابنها السجين على عفو تشريعي خاص. تقلب رزمة من الوثائق جلها هي عبارة عن أوسمة وشهائد شكر حصل عليها ابنها عون الأمن قبل عزله الذي مثل منعرجا لحياته وأوقعه في أزمة نفسية أوصلته الى السجن. منذ سنة 2006 والوالدة شريفة عقرباوي (65 عاما) أصيلة معتمدية العلا (القيروان) تتنقل بين الإدارات من وزارة الداخلية الى وزارة العدل والى المحاكم من اجل استرجاع معيلها الوحيد الى أحضانها وهو ابنها الأكبر محمد علي المسعودي، الذي كان يعيلها ويتكفل بعلاج شقيقه المعوق...لكن تعطل الأمل وتضاعف الألم...في انتظار الفرج. وفي حديثها ل«الشروق» عن مطلبها قالت العجوز شريفة ان حياتها وحياة ابنها الشاب انقلبت رأسا على عقب عندما تم عزله عن العمل بسلك الأمن بسبب ما قالت انه شجار بينه وبين زميله في إطار حرصه على العمل وسهره على خدمة الوطن عندما رغب في تفتيش شاحنة مشتبه فيها وتصدى له زميله. وتثبت الشهائد والأوسمة التي نالها نزاهته وإخلاصه في العمل. غير ان قرار العزل يفيد ان الشاب لم يمتثل الى الأوامر. وهو ما يناقض الشهائد والأوسمة. وقالت الوالدة ان ابنها عزل دون ان يتم عرضه على مجلس الشرف وقالت انه تعرض الى ظلم كبير وصدر في شأنه قرار بالعزل من وزير الداخلية (رفيق الحاج قاسم). وبينت ان قرار العزل اثر سلبا على حياة ابنها فاعتدى على خطيبته بآلة حادة وذلك تحت تأثير الأزمة النفسية التي كان عليها جراء العزل. التماس العفو واثر عرضه على المحكمة (بمدنين) صدر في شأن الشاب حكم بالسجن مدة 5 سنوات لكن عندما استأنف الحكم بناء على تنازل الخطيبة على القضية، ضاعفت المحكمة الحكم ليصبح 10 سنوات ولم يتم في ذلك مراعاة الحالة النفسية للشاب ولم يأخذ بعين الاعتبار بتنازل الشاكية ولم تتمكن الأسرة من التعقيب. مضت منذ سجن ابنها نحو 4 سنوات قضتها الوالدة شريفة وحيدة تكابد الحياة وتصارع من اجل لقمة العيش متكفلة بعلاج ابنها المريض. وتأمل الام التي أعياها التنقل والترحال وطرق أبواب المسؤولين، ان يتم تمتيع ابنها بعفو تشريعي خاص. مؤكدة ان ابنها ظلم عندما عزل دون وجه حق. وان ابنها هو معيلها وكفيل الأسرة والمتكفل بمصاريف شقيقه المريض (بالقلب). وتلتمس العجوز من وزارة العدل والحكومة المؤقتة ان يتم النظر الى مطلبها بعين الرحمة ومراعاة ظروفها الصعبة.