تسير الاستعدادات في جهة جندوبة لاجتياز امتحان الباكالوريا على نسق تصاعدي وبشكل مدروس يفضي الى تحقيق سيرها العادي ويوفّر تأمينا لأفضل الظروف بعيدا عن كل أشكال التعطيل أو المساس من هيبة هذا الموعد الوطني لذلك تجنّدت كل الأطراف لانجاح هذا الامتحان خاصة وأن الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها البلاد بعد الثورة المباركة تتطلب الحيطة واليقظة كل من موقعه حتى تمر الاختبارات في أفضل الظروف وتكون النتائج في حجم التطلّعات والجهود المبذولة. جلسات عقدتها المندوبية الجهوية للتربية بجندوبة على مدار الايام الماضية كانت كلها تصب في خانة توفير الظروف المناسبة لاجتياز هذه المناظرة وتتعلق بالظروف الأمنية والصحية والتربوية وحتى اللوجستية وأفضت هذه الاجتماعات حسب السيد عبد اللطيف السلطاني المندوب الجهوي للتربية بجندوبة الى الاتفاق على بعث لجان بكل مركز امتحان تتكون من أولياء ومربّين وأعوان واداريين قصد معاضدة جهود قوات الأمن والحرس الوطني والجيش الوطني في تأمين مداخل مراكز الامتحانات والفضاءات المحيطةبها هذا اضافة الى بعث لجنة جهوية لحماية مراكز الامتحانات الوطنية تضم عديد الأطراف الاجتماعية (الاتحاد الجهوي للشغل نقابة الاساتذة نقابة الارشاد نقابة الاداريين نقابة رجال التربية نقابة المعلمين نقابة متفقدي المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية مجلس حماية الثورة لجنة 5 فيفري لحماية الثورة الرابطة التونسية لحقوق الانسان المجلس البلدي...). كما تم وخلال جلسات بالأساتذة المراقبين وتحت اشراف نقاباتهم حثّهم على التحلي باليقظة والمرونة في معالجة المشاكل الطارئة اضافة الى تأطير المترشحين نفسيا وذهنيا من قبل أساتذة الأقسام النهائية وتحسيسهم بأهمية الانضباط لمقتضيات الامتحانات الوطنية وكذلك تأطير الأولياء والحرص على دعم الحراسة الليلية لمراكز الامتحانات لحماية الأثاث والتجهيزات والمرافق الموجودة بها. وتحرص المندوبية الجهوية للتربية بجندوبة على توفير أفضل الظروف ليشمل أيضا مركز الاصلاح بتوفير أحسن الظروف من حيث الفضاءات والقاعات والمصحّحين والاداريين والعملة والخدمات كالتغذية. الاستعدادات أيضا شملت مراكز الامتحانات التي تزيّنت لاستقبال المترشّحين وهي استعدادات مادية من حيث توفير الفضاءات ودهن وطلاء الجدران حتى تكون المؤسسات في شكل لائق وقد تجند الاساتذة طوعا الى تقديم دروس دعم وتدارك مجانية في جميع المعاهد والتي تعامل معها التلاميذ بكثير من الجدية والحزم والنشاط قصد تجاوز النقائص وتحصيل الاضافة لتكون خير زاد يوم الاختبار الذي فيه «يكرم المرء أويهان».. وينتظر أن يجتاز هذه المناظرة عن جهة جندوبة 4915 مترشحا موزّعين على 18 مركز امتحان التقت «الشروق» بعضا منهم تراوحت مواقفهم بين متحمّس متفائل بالنجاح وبين متخوّف وأكّدوا جميعا أن ظروف ما قبل المناظرة والاستعدادات كانت طيبة ويبقى الجانب النفسي عند المترشّح من أبرز العوامل المؤثّرة على النتائج. «ضحينا بالكثير من الوقت والجهد وسهرنا الليالي وربّي يستر» هكذا قالوا وبكثير من الأمل بدأت عقارب الساعة تدقّ ومعها تتسارع الأحداث من أجل الظفر بشهادة تفتح الأبواب على بقية مشوار التعلّم في المرحلة الجامعية. الأولياء بدورهم أكّدوا أنهم وفّروا لمنضوريهم جميع فرص النجاح على امتداد كامل الموسم بلا حساب ولا هوادة وهدفهم الوحيد النجاح ولا شيء غير النجاح كما أعربوا عن استعدادهم لمساندة كل الجهود والأطراف لانجاح هذا الاختبار الذي يبقى انجاحه مسؤولية مشتركة أمام هذا الوطن والوقوف في صف واحد للوصول بامتحان الباكالوريا وجميع الامتحانات الوطنية الى برّ الأمان والأمل كل الأمل ان تعمّ فرحة النجاح كل البيوت التونسية بلا استثناء. الأساتذة بدورهم أكّدوا أنهم جنود للوطن ولن يتأخروا لحظة في تلبية هذا الواجب الذي يقتضي تجنّد جميع الأطراف واليقظة والمرونة وختموا بكثير من الأمل بأن تجرى الامتحانات في أفضل الظروف. ختاما نقول بأن هذا الموعد هو لحظة فارقة في تاريخ هذا الوطن العزيز لحظة تمتزج فيه الفرحة بالدموع ومسؤوليتنا كبيرة في انجاح هذا الموعد حتى يكتب التاريخ بأحرف من ذهب أننا فعلا نجحنا في صيانة مكتسبات الوطن.