عاد العنف ليرمي بظلاله على مخيم الشوشة براس جدير بعد مواجهات تواصلت من الساعة التاسعة صباحا الى ساعة متأخرة من نهار الأمس. أعمال العنف هذه خلفت حسب حصيلة أولية قتيلين من أصل افريقي و10 جرحى تم نقلهم الى المستشفى المحلي ببن قردان فيما تم توجيه الحالات الخطيرة الى المستشفى الجهوي بمدنين. وقد فوجئ الجيش الوطني وأعوان الحرس بمجموعة كبيرة من أهالي بن قردان تتجمع أمام المخيم تطالب بشكل ودي اللاجئين الأفارقة بالكف عن قطع الطريق الرابطة بين راس جدير وبن قردان وعدم رمي السيارات والشاحنات بالحجارة والابتعاد عن استعمال الهراوات لتعنيف المارة. ولم يكن أحد ينتظر أن يرد اللاجئون الفعل بتلك الطريقة العنيفة، فقد سارعوا بإشعال النيران في الخيام متسلحين بالسكاكين والعصي لتعنيف أهالي بن قردان مما أدى الى حصول فوضى عارمة حاولت قوات الجيش الوطني والحرس التصدي لها لكن مجموعات كبيرة من اللاجئين الذي تبين أن أغلبهم من الفارين من سجون ليبيا كان لها رأي آخر حيث انتشرت داخل المخيم وخارجه تعبث بالتجهيزات وتدمر الخيام قبل ان تتولى اقتلاع أعمدة الكهرباء فسقط احداها على لاجئين افريقيين لقيا حتفهما على ما يبدو صعقا بالكهرباء كما جرح عشرة آخرون جراء أعمال الحرق والعنف بعد ان تمت مداهمتهم تحت الخيام من لاجئين آخرين. وتدخلت وحدات الجيش الوطني والحرس والأمن والحماية المدنية لاعادة الهدوء واطفاء الحرائق التي أتت على عدد كبير من الخيام فيما كان مشهد الأطفال مؤلم جدا بعد أن تفرقوا داخل المخيم بلا وجهة معلومة. وكان أهالي بن قردان قد قدموا للمخيم للتحدث الى ممثلي اللاجئين وحثهم على عدم مهاجمة ممتلكاتهم والشاحنات التي تحمل سلعهم مما أضر بمصالحهم لكن مجموعات معروفة بسلوكها العنيف والمنحرف هاجمتهم قبل ان تحرق المخيم بما فيه ولو لا تدخل قوات الجيش الوطني والحرس والأمن والحماية لحصلت كارثة حقيقية مما يطرح أكثر من سؤال حول نوايا هؤلاء اللاجئين الذين تم ايقاف العديد منهم فيما فتح تحقيق لتحديد ملابسات هذا الحادث. من مبعوثنا الخاص الحبيب الميساوي