بكثير من القوة والاقناع والابهار والامتاع نجح برشلونة في الفوز ببطولة رابطة الابطال الاوروبية على حساب مانشستر يونايتد العتيد مساء اول امس على ملعب ويمبلي في لندن. لن نقول ان برشلونة كان طرفا وحيدا في المباراة وانما برشلونة اثبت مرة اخرى انه كلما اراد ان يكون الاحسن و الافضل فانه لا يجد منافسا له . مثل غيره اكتفى مانشستر يونايتد بتوقي هزيمة مذلة .. ونجح في الخروج منهزما بثلاثية فقط. كان برشلونة الأفضل والاقوى طيلة ردهات المباراة .. كان جاهزا وكان يريد اللقب ولا يريد ان ينافسه على ذلك احد. بسط سيطرته ونفذ كل خططه . أمتع وأقنع لا بل أبهر الجميع واحتجزهم في ليلة للفرجة اللائقة والكرة الراقية والسحر الذي لا ينضب من اقدام نجومه وساحرهم الأكبر ليونال ميسي . كانت ليلة للكرة الجميلة .. للكرة الهجومية ... للكرة الشاملة.. كانت ليلة برشلونية بكل ما في الكلمة من معنى ومن دلالة ومن تأكيد ومن تحميل للمعنى. بيدرو افتتح المهرجان من الدقيقة 27 وعندما نجح روني في تعديل النتيجة اثر تسلل واضح كان ذلك سوى اعتداء على كرامة برشلونة الكروية لترد الصاع صاعين وتبهر وتقنع الجميع بانها الاقوى وانها الافضل بقيادة الساحر على الدوام ليونال ميسي الذي ابى الا ان يكتب اسمه باحرف من ذهب في نهائي هذه المسابقة حيث سجل الهدف الثاني في الدقيقة الرابعة والخمسين بطريقة لا يعرف سرها الا هو وفي زاوية لم تفلح خبرة السنوات لفان دار سر في صدها وقراءة اتجاهها ولحظة قرار تنفيذها من ميسي من خارج منطقة الجزاء .. كان هو الهدف رقم 12 في مسابقة هذا الموسم ليفوز بلقب هداف الدورة وليعادل رقم المهاجم الهولاندي رود فان نيستلروي موسم2002 2003 . وهذه هي المرة الثالثة على التوالي التي يفوز خلالها ميسي بلقب هداف رابطة الابطال الاوروبية بعد موسمي2008 2009 (9 اهداف) و2009 2010 (8 اهداف) . كما نال ميسي جائزة افضل لاعب في المباراة النهائية. ولم يكتف برشلونة بالهدفين وبحث عن المزيد وكان المتكفل بذلك دافيد فيا الذي انهى عملا رائعا من ميسي من خارج منطقة الجزاء ثم داخلها قبل ان يرتبك ناني في اول كرة يلمسها بعد دخوله لتصل الكرة الى دافيد فيا فروضها وكانه بقلم الرصاص خط مسارها نحو الزاوية المستحلية على فان دار سار لتسكن الكرة المرمى وتسكن أحباء مانشستر الحيرة وتصيبهم الغصة ويفرح بالمقابل وبتأكد انصار برشلونة من اللقب لقبه مهما طال عمر اللقاء ولو ان الهدف الثالث سجل في الدقيقة 69 . اللقب الرابع هو اللقب الرابع لبرشلونة (عادل رقمي اياكس وبيارن ميونخ) وهو الثاني على حساب مانشستر يونايتد (2009 و2011) وهو الثاني على ملعب ويبمبلي. لقطة عابرة لكنها معبرة تتواصل اللقطات القوية والمعبرة ففي لحظة التتويج باللقب لم يتقدم بيول أو تشافي أو انيستا وأو فالدز أو ميسي لتسلم ورفع اللقب بل تقدم اريك ابيدال في لقطة معبرة جدا و تقدير كبير لهذا النجم الذي تعرض الى محنة صحية خرج منها بسلام في نهاية هذا الموسم حيث استأصل له ورم خبيث من كبده في عملية جراحية كانت خطيرة . غير انه عاد ومن أوسع الابواب لذلك وجد كل التكريم وكل التبجيل من الفريق الكبير برشلونة . شهادة واعتراف كلام جميل واعتراف كبير وشهادة خبير هي التي سجلت عن لسان السير الكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد عندما قال بعد المباراة : «برشلونة هو أفضل فريق في اوروبا حاليا من دون شك، لا بل انه افضل فريق رأيته، والجميع يدركون ذلك. ليس من السهل أن نلقى هذه الهزيمة، فلم يوجه لنا أحد هذه الضربة حتى الان، انهم يتمتعون بادائهم والفرق الكبيرة لها عهود، ولست ادري كم سيدوم هذا مع برشلونة واذا ما كان سيواصل فلسفته، فقد يعثرون على لاعبين من طراز تشافي وميسي، وقد لا يوفقون أيضا».