الشعب المصري يفوق شقيقه الشعب التونسي من حيث عدد سكّانه ثماني مرات. والشعب التونسي يفوق شقيقه الشعب المصري من حيث عدد الأحزاب ثماني مرات. أي أن في مصر حزبا لأكثر من ستة ملايين ساكن. وفي تونس حزب لكل «حُومة» فما الحكاية؟ الجواب عندي لا نفاذ إليه إلا من منظور المسرح. ما دام للسياسة مسرح ككل المسارح له أركاحه. ومسرحياته وممثلوه، وأبطاله وألبسته وديكوره ومكيجته ومؤلفوه. ومخرجوه وأضواؤه واكسسواراته. وعشاقه. وداعموه. ومروجوه. ومستشهروه فإذا آمنا بهذه الحقيقة البديهية نستطيع الجزم بأن الأحزاب في مصر لا تعتلي خشبة المسرح السياسي إلا وهي فرق وافرة العدد. وبأن أحزابنا لا تعتمد إلا على المسرح ال«وان مان شو» أي المسرح الفردي بمعنى أوضح كل واحد «يلعب زيّو». وهكذا حتى في الأحزاب كل بلاد وأرطالها. لهم فرقهم ولنا «وان مان شونا» خذ أي حزب من أحزابنا ال«وان مان شو» وبادره بالسؤال عن مجلة الأحوال الشخصية لأجابك نحن كحزب متمسكون بالمساواة بين «المكي وزكية» ومع تقديم زكية على المكي في القوائم المرشحة إلى انتخابات المجلس التأسيسي. ولا يرى مانعا في أن يرى مثلا «مرا في حمام الرجال» حتى وإن كانت «مدام كنزا» مع أصراره على ان كل أفكاره «مايد إن تينيزيا» أما إذا سألته الرأي عن مسألة فصل الدين عن السياسة مثلا لأجابك «في هاك السردوك نريشو» وسردك على الدولة باسم الدين أو على الدين باسم الدولة. ولا لوم على من عاش عمره دجاجة إن سردك يوما ولو إلى حين فلا خوف من أحزاب ال«وان مان شو» ما دام البطل فيها دائما يلعب وحده على الركح وفي الساحة نقطة انتهى العرض وبقي الستار مفتوحا على «التونسي بوان كوم». كل الأجوبة التي جاءت بين معقفين هي عناوين لعروض ال«وان مان شو».