احتضن المركّب الثقافي بالمنستير أيام الجمعة و السبت والأحد 27-28و29 ماي الجاري الدورة الحادية عشرة للملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي التي أفتتحتها السيّدة ليليا العبيدي وزيرة المرأة رفقة السيّد هشام الفراتي والي المنستير. هذا الملتقى هو الوحيد من بين الملتقيات الكبرى الذي تمّ انقاذه إذ تمّ إلغاء كل تظاهرات الربيع مثل ربيع الفنون الدولي بالقيروان وملتقى المبدعات العربيات بسوسة و24 ساعة مسرح بالكاف ومعرض الكتاب ويعتبر تنظيم هذه الدورة قياسا بالظروف التي مرّت بها البلاد من انفلات أمني ومطلبية عالية واعتصامات كما لاحظت أن المندوبية الجهوية للثقافة بالمنستير راعية هذه التظاهرة هي الوحيدة التي حافظت على كا مل رزنامتها الثقافية مع شيء من التأجيل اقتضته الظروف الأمنية وهذا يعتبر رهانا حقيقيا لثقافة ما بعد 14 جانفي التي تحرّرت من التقييد الإداري والتوجيه السياسي وهو ما يمنح للفاعلين الثقافيين مساحات كبيرة من الحرية إن توفّرت لهم الإمكانيات المالية فالنشاط الثقافي الآن بإمكانه أن يلعب دورا محوريا في تجربة الأنتقال الديمقراطي والإصلاح السياسي وتحقيق أهداف الثورة. العصامية السيّدة ليليا العبيدي قالت في الكلمة الموجزة التي ألقتها إنّها سعدت كثيرا بحضورها الملتقى لأنّها اكتشفت فعلا مجموعة كبيرة من العصاميات وأشارت الى عمق تجربة صفية فرحات في الفن التشكيلي في تونس وتجربة أنجي أفلاطون في مصر التي ناضلت من أجل الحرية في اليسار المصري وبعيدا عن البروتكول أكدّت الوزيرة على استعداد الوزارة لدعم هذه المبادرات التي تمنح أفقا جديدا للمرأة من أجل الفعل الثقافي وبعيدا عن التوظيف السياسي. وتنقّلت الوزيرة بين الورشات التي نشّطها علي البرقاوي ووليد جاء وحده ومحمد البعتي وإطلعت على كامل المعرض الذي شاركت فيه أكثر من سبعين رسّامة من مختلف أنحاء الجمهورية ومن مستويات علمية متفاوتة فهناك القاضيات والمديرات العامات ونساء التعليم والتربية والطفولة ونساء الأعمال والموظّفات والنساء المتفرغّات لتربية أطفالهن وقد كان المعرض على قدر كبير من التنوّع وفيه لمسات فنيّة حقيقية وهو ما يؤكّد أن الموهبة ليست مقتصرة على الفضاء المدرسي أو الجامعي فقط ولعل ّ نموذج السيّدة عائشة مبارك التي كانت من ضمن المتوجّات أفضل مثال إذ أنّها عرضت مجموعة من المنسوجات الفنية التي تضاهي أعمال المحترفين من روّاد النسيج الفني. كما تضمّن البرنامج ندوة أدارها الناقد نزار شقرون وقدّ م خلالها خليل قويعة مداخلة حول منزلة المرأة في الفن التشكيلي النسائي ومحمد الزواري قدّم مداخلة حول المرأة في أعماله. فن وضيوف هذا الملتقى تابعه جمهور كبير وحضره عدد من الضيوف من بينهم جميلة الشيحي وعلاء أيوب وعلي بنّور والنّحّات إبراهيم القسنطيني وكانت الموسيقى حاضرة من خلال مجموعة الجاز التي تنشط في المركب الثقافي التي قدّمت عرضا مبهرا في السّاحة الخارجية للمركّب الثقافي ومجموعة الطرب الأصيل التي نشّطت حفل الاختتام الذي تمّ خلاله منح الجوائز الخمس للملتقى بإشراف لجنة تحكيم مستقّلة تضمّ رسّامين وأساتذة في الفن التشكيلي وكانت الجوائز كالتالي: 1 الجائزة الأولى يمينة العيوني 2 ليليا الشريف 3 درّة حشّاد 4 منى جماعة 5 عائشة مبارك والملاحظ في تنظيم الملتقى أن كل إطارات المندوبية الجهوية للثقافة كانوا حاضرين لضمان كل ظروف النجاح خاصة بسبب المخاوف الأمنية كما كان السيّد محمد صالح العتيل المندوب الجهوي السّابق حاضرا وهو ما يكشف عن روح عمل جماعي كانت تفتقر إليه الكثير من الجهات ولعلّ الثورة سترسي سلوكا ثقافيا جديدا. وأفادنا السيّد محمد جقيريم مدير المركّب الثقافي بالمنستير أن الملتقى كان مقرّرا لشهر فيفري وهو موعده التقليدي ولكن الظروف الخاصة التي عاشتها البلاد بعد 14 جانفي حتّمت تأجيله وسيعود العام القادم الى موعده التقليدي.