الفنان رضا عبد اللطيف من الأصوات الفنية المعروفة في الجنوب بنموذجه الفنّي الفريد الذي جمع فيه بإتقان بين الآلات الوترية وألات النفخ والإيقاع الى جانب عصاميته في الكتابة والتلحين . هذا الفنان يختزل تجربة طويلة حقّق خلالها مجموعة من الأسطوانات التي لاقت رواجا في الجنوب لكنّه ظلّ دائما على هامش المهرجانات والتظاهرات الثقافية التي يحتكرها عادة المطربون المقيمون في العاصمة والمدن الكبرى والذين وجدوا التسويق الكافي في وسائل الإعلام . رضا عبد اللطيف يكتب قصائده بنفسه ،يكتب عن الحب والزمن والصداقة ومحن الأيّام وهو الذي عرف اليتم صغيرا فحوّل مرارته الذاتية الى «لحن حياة»،وإذا كان رضا عبد اللطيف قد عانى من الإقصاء بل من التجاهل أصلا في السّابق فإنّ أمله كبير بأن ينصف بعد ثورة الكرامة والحرية التي جاءت أساسا من الجهات التي تجاهلتها مشاريع التنمية وقد قدّم مشروعا فنيّا بعنوان «النجمة»الى مهرجاني قرطاج والحمامات وقد أفتتح هذا العمل الفرجوي الكبير مهرجان الصحراء الدولي بدوز في دورته الأخيرة لكن طموح رضا عبد اللطيف الأن المشروع هو تجاوز الأفق المحلي الى المهرجانات الكبرى وهذا من حقّه ومن حقّ مطربين أخرين يفترض أن يجدوا الآن مجالا في المهرجانات الصيفية التي يفترض أن تغيّر وجهها هذه الصائفة . عمل «النجمة»أخرجه الفنان الأستاذ فيصل بالطّاهر هو خريّج المعهد العالي للفن المسرحي بتونس ويضمّ حوالي 50 عازفا ومنشدا ويقدّم خلاله عبد اللطيف الشكل القديم لأعراس الصحراء التي كان يحييها الشعراء الشعبيون قبل الاربعينات وفي العمل تكريم لعدد كبير من الشعراء الشعبيين الذين دوّنوا ملاحم النضال الوطني ضدّ الاستعمار الفرنسي في تونس والاستعمار الإيطالي في ليبيا . عرض «النجمة»عمل فرجوي متميّز لكنّه لم يلق حظّه لا في المهرجانات ولا في التلفزة فهل تكون صائفة 2011 نفسا ثانيا في مسيرة فنّان مثابر له إصرار على تقديم تجربة فنيّة مختلفة عن السّائد والمتداول ؟ هذا ما يأمله عبد اللطيف من الوزارة ومن وزير الثقافة تحديدا الذي ينتظر المطربون المنسيون إنصافهم .