قدّم الفنّان رضا عبد اللطيف في افتتاح مهرجان الشعر الشعبي مساء الجمعة الماضي بدار الثقافة ابن رشيق عرضا ممتعا بعنوان «النجمة»بمشاركة عدد كبير من الشعراء والفنانين الشعبيين . وزير الثقافة السيد عزالدين باش شاوش أبرز في افتتاحه للمهرجان أنّ تونس قطعت مع الخوف وأنّ الثقافة تلعب دورا أساسيا في بناء المجتمع وفي نشر ثقافة الحداثة وأن الشعر الشعبي هو عنصر أساسي في الذاكرة الجماعية لذلك تعتني به وزارة الثقافة من خلال دعم هذا المهرجان والفعاليات الثقافية بشكل عام . السهرة التي افتتحها الجليدي العويني وحضرها أعضاء الهيئة المديرة لاتحاد الشعراء الشعبيين يتقدّمهم رضا الخويني والطيّب الهمّامي وغيرهما . وبعد قراءات للشعر الشعبي فسح المجال للفنّان رضا عبداللطيف لعرض «النجمة»الذي استغرق حوالي الساعتين وشارك فيه خمسون عنصرا العرض كان رحلة في ذاكرة الصحراء وتكريما للشعراء الشعبيين الذين جسمّوا في شعرهم ملحمة النضال الوطني في تونس وفي ليبيا وصولا الى ثورة 14 جانفي وقد اعتمد عبداللطيف في عمله رؤية سينوغرافية أعدّها الأستاذ فيصل بالطّاهر مخرج العرض . «النجمة»هي الليلة الأخيرة في أعراس الصحراء التي كان ينشّطها الشعراء الشعبيون بقصائدهم الغزلية وبمناظراتهم التي تختبر فيها قدرة الشعراء على الارتجال ،غنّى رضا عبد اللطيف من شعره وألحانه وقدّم مجموعة من الشعراء قصائد تتغنّى بثورة 14 جانفي وقد كان العرض رحلة ممتعة جمعت بين القصائد الوطنية والأغاني البدوية التي تغنّى في أعراس الصحراء مع فرقة الفنون الشعبية ومجموعات الصبايا في رقصة الشّعر المعروفة «بالنخّان» وقد نجح عبداللطيف في تقديم عرض فنيّ فرجوي رحل بالجمهور الى أعماق الصحراء التونسية مستحضرا أسماء شعراء ومناضلين حملوا السّلاح ضدّ الاستعمار وواجهوا الرّصاص بصدور عارية في ثورة 14 جانفي . هذا العرض سيكون أيضا في افتتاح ليالي باب سويقة في شهر رمضان المبارك وستكون فرصة أخرى لاكتشاف هذا الفنّان البدوي المجتهد القادم من الصحراء .