* بقلم: يونس بن يوسف (مرب سيدي عامر) * قال لقمان الحكيم يعظ ابنه: «يا بنيّ أقم الصلاة وامر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور» (لقمان 17) * الأبناء مدينون بحياتهم وهنائهم وراحتهم لوالديهم إذ هما اللذان تسببا في وجودهم، ورفعا عنهم مسؤولية الطعام واللباس والسكنى وهموم الحياة، وتحمّلا المشاق في سبيل تربيتهم، وقاسيا الأتعاب الجسام لتأمين راحتهم، وتألما لآلامهم وفرحا لفرحهم. * ومن الوفاء قيام كلّ ابن بواجباته نحو والديه: أن يحبهما حبّا جمّا ليكتسب رضاهما. أن يحترمهما احتراما كليا (القول اللين، الكلمة الطيبة) أن يطيعهما فلا يعصي لهما أمرا ويعمل بنصائحهما. أن يعترف لهما بالجميل ويخفّف عنهما أعباء الحياة دون ضجر أو منّ خاصة إذا بلغا من الكبر عتيا. * قال «أحد» الشعراء»: فخذ سبلا إلى العلياء شتى * وخلّ دليلك الدين القويما * ومن البرّ بالوالدين أن يعامل الأبناء أجدادهم وجداتهم معاملة آبائهم وأمهاتهم وخالاتهم وعماتهم بالحسنى. * قال حطان بن المعلّى: وإنما أولادنا بيننا * أكبادنا تمشي على الأرض لوهبت الريح على بعضهم * لامتنعت عيني من الغمض * وقال المعرّي: فاضرب وليد لك وأدله على رشده * ولا تقل هو طفل غير محتلم ورب شق برأس جرّ منفعة * وقس على نفع شق الرأس بالقلم * قال الحسين بن علي كرّم اللّه وجهه: خير ما ورّث الرجال بينهم أدب وحسن ثناء * وقال لقمان الحكيم يعظ ابنه: «إذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ لا تشرك باللّه إن الشرك لظلم عظيم» (لقمان: 13) * سئل أحد الصحابة الصالحين: أي الأولاد أحب إليك؟ قال: هما منّي بمنزلة السّمع والبصر. * من نصائح الإمام سحنون لابنه محمد: يا بنيّ! سلّم على الناس فإن ذلك يزرع المودّة وسلّم على عدوّك وداره فإن رأس الايمان باللّه مداراة الناس. * لقد أكد عديد الباحثين أن الأولاد يرثون الصفات بالتساوي من آبائهم وتكون جينات الأم هي السائدة في الغالب. * فعلى سبيل المثال تكون صفة الذكاء موروثة بنسبة أكبر من الأم أي جين الأم للذكاء هو المؤثر في الذكاء أي ذكاء الطفل. والوراثة تحدّد نصف الذكاء والنصف الآخر تحدده التربية والتعليم والبيئة. * الدين الاسلامي الحنيف أوصى بتوفير المناخ الطيب للتربية السليمة التي تبدأ مبكّرا انطلاقا من المنزل: فهي تعود أولا وأساسا إلى الأسرة. فالأسرة تبدأ من شخصين: الأب والأم. فأوصى الزوج بأن يرفق بزوجته وأصى الزوجة بأن تكون سندا قويا للزوج وأفراد العائلة. * قال سيدنا الامام عليّ كرّم اللّه وجهه: عليك ببرّ الوالدين كليهما * وبرّ ذي القربى الأباعد فلا تصحبنّ إلا تقيّا مهذّبا * عفيفا زكيّا منجزا للمواعد * قال سيد العالمين صلى اللّه عليه وسلم: «أبرّ البرّ أن يصل الرجل ودّ أبيه» * وقال أيضا: «إن اللّه يوصيكم بأبائكم» * وقال أيضا: «الوالد أوسط أبواب الجنّة» * يخاطب المعرّي الابن بأن يكون لأبيه خير سند وخير معين: «تحمّل عن أبيك الثقل يوما * فإن الشيخ قد ضعفت قواه أتى بك عن قضاء لم ترده * وآثر أن تفوز بما حواه» كتب الإمام علي إلى الحسين ابنه: أبنيّ إن الذكر فيه مواعظ * فمن الذي بعظاته يتأدّب واعبد إلاهك ذا المعارج مخلصا * وانصت إلى الأمثال فيما تضرب * وقال أيضا: وكن واثقا باللّه في كلّ حادث * يصنك مدى الأيام من غير حاسد وباللّه فاستعصم ولا ترج غيره * ولا تك في النعماء عنه بجاحد وغضّ عن المكروه طرفك واجتنب * أذى الجار واستمسك بحبل المحامد * قال اللّه تعالى: (على لسان سيدنا ابراهيم الخليل مخاطبا ابنه اسماعيل) عليهما السلام. «قال يا بنيّ إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء اللّه من الصابرين» (الصافات: 102).