وجّهت المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات (هود) نداءً عاجلاً إلى منظمات الإغاثة الدولية العاملة في اليمن والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان للتحرك السريع لانتشال الجثث الملقاة على قارعة الطريق في شوارع منطقة الحصبة في العاصمة صنعاء، وفي المدن جنوب البلاد التي بدأت بالتحلل من دون أن تتحرك أي جهة رسمية أو غير رسمية لنقلها ودفنها. وقال موسى النمراني المسؤول الإعلامي للمنظمة «وصلتنا بلاغات من أكثر من شخص بأن هناك جثثًا ملقاة على قارعة الطريق في منطقة الحصبة أمام وزارة الإدارة المحلية وخلف وزارة الداخلية وفي محافظة أبين...». وأضاف: «وصلتنا صور لجثث وصلت إلى حد التحلل والتعفن، ولم تقم أي جهة رسمية أو غير رسمية، سواء وزارة الصحة أو الهلال الأحمر الدولي ممثلاً في الصليب الأحمر الدولي في صنعاء، بنقل هؤلاء إلى المستشفيات، وقد فاحت روائح هذه الجثث من مناطق لم تعد مناطق قتال منذ أيام، بل إن الناس أنفسهم أصبحوا يمرون بالقرب من هذه الجثث، ويكتفون بسد أنوفهم فقط...» وحول الوضع في محافظة أبين في جنوب اليمن حيث يدور قتال عنيف بين الجيش ومسلحين تقول الحكومة إنهم تابعون للقاعدة، قال النمراني إن «هناك حالة إنسانية في قمة البشاعة والمأساوية، هناك جثث في الطرقات، وبين الأنقاض وهناك أسر منقطعة لا تجد الغذاء ولا الدواء ولا الوقود ولا أي من مقومات الحياة، وهذه الأسر ممنوعة من التحرك أيضًا بسبب القتال الدائر على طول الطريق، وأيضًا بسبب الكمائن التي ينصبها، سواءً المسلحون للجيش أو العكس...» وأفاد الناطق باسم هود بأن هناك أسرًا من النازحين التابعين لمحافظة أبين موجودون في محافظة عدن ومازالوا غير قادرين على الحصول على مأوى في مأساة مروعة، حيث الحرارة في أعلى مستوياتها، بينما لم يلتفت أحد لهؤلاء، سواءً من قبل الدولة أو من المنظمات المحلية أو الدولية...» في سياق متصل، أعلن مصدر أمني يمني العثور على عدد من جثث لقتلى في منطقة الحصبة. وقال المصدر إن دورية عسكرية عثرت على ما يقارب 10جثث في السائلة تحت محطة جليدان في حي الحصبة، إحداها لعسكري. وحسب المصدر، لم تعرف الجثث لمن تعود، هل هي لأنصار الشيخ الأحمر أم لمدنيين موالين للنظام كانوا قد خاضوا اشتباكات مع الجيش ضد الشيخ صادق الأحمر وأخوانه. أما في أبين فقد أعلن عن مقتل ما لا يقل عن 18 شخصا، بينهم عسكريون، في مواجهات صباح الثلاثاء الماضي مع عناصر القاعدة في مدينة زنجبار في محافظة أبين. وأعربت مصادر طبية في عدن عن مخاوفها من انتشار وباء «الكوليرا» جراء نزوح السكان، والتي بدأت تظهر أعراضها على عدد من النازحين في مدارس عدن مناشدين المنظمات المحلية والدولية والجمعيات الخيرية بتقديم يد العون والمساعدة للنازحين في محافظة أبين والذين يتوافدون وبشكل يومي. حرب سرية على «القاعدة» من جهة أخرى كشفت صحيفة : «نيويورك تايمز» عن تصعيد الولاياتالمتحدة ضرباتها لتنظيم «القاعدة» في جنوب اليمن. وفي ما يمكن بوصفه ب «حرب سرّية» شنت أمريكا غارات جوية مكثفة بواسطة طائرات من دون طيار ومقاتلات حربية على مواقع مفترضة لمجموعات من تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب التي تتخذ من جنوب اليمن حصنا لها. وقالت تقارير أمريكية إن الهدف من هذه الغارات هو منع أنصار «القاعدة» من السيطرة على السلطة في ظل الفراغ السياسي والأمني الذي تعيشه اليمن.