تجدّدت الاشتباكات المسلحة أمس بين القوات اليمنية وقبيلة حاشد التي يتزعمها الشيخ صادق الأحمر، مخلفة منذ اندلاعها ليلة الاثنين الماضي عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجانبين. واتسعت دائرة الاشتباكات لتنتقل من منطقة «الحصبة» ومحيطها الى وسط العاصمة اليمنية صنعاء حيث مقر قيادة الفرقة الأولى مدرعة التي يقودها اللواء المنشق عن النظام علي محسن والمؤيد للثورة السلمية في اليمن. وحسب بعض الروايات حاول الجيش اليمني أمس اقتحام ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء، لكن الفرقة الأولى مدرعة التي يقودها اللواء علي محسن تصدت له وتبادلت معه اطلاق النار. وكان اللواء المنشق أعلن في وقت سابق أنه سيحمي المعتصمين وأنه يؤيد الثورة السلمية ورحيل الرئيس اليمني حقنا للدماء. الحرب الأهلية؟ ولا توجد أي مؤشرات على امكانية انفراج الأزمة في اليمن، بل تتعزز يوميا مع التطورات الميدانية فرضية انزلاق البلاد الى حرب أهلية دموية. وقد أكد مصدر أمني يمني أمس أن «ميليشيات» مسلحة تابعة لجامعة «الإيمان» التي يتزعمها الداعية عبد المجيد الزنداني رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للاصلاح، قامت مدعومة بعناصر مسلحة من الفرقة الأولى مدرعة باقتحام مكتب النائب العام في صنعاء ونهب محتوياته، فيما سيطر أنصار الأحمر على مبان ومقرات حكومية وحزبية. ويتحرك النظام اليمني على أكثر من جبهة لوأد «الثورة» وإعادة السيطرة على البلاد، لكن المؤشرات الميدانية تشير الى أن التطورات تتجه عكس رغبة النظام، فبالاضافة الى استمرار المظاهرات في مختلف المدن اليمنية يواجه علي عبد اللّه صالح «تمردا» قبليا مسلحا وانشقاقات في صفوف حزبه وفي صفوف الجيش، فضلا عن جبهة القتال المفتوح في المدينة السياحية الجنوبية «زنجبار» التي لا يزال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يسيطر على غالبيتها. حصيلة ثقيلة وتفيد احصائية طبية أولية بسقوط ما يزيد على 155 قتيلا في الاشتباكات الدائرة بين القوات اليمنية وقبيلة «حاشد». وقالت مصادر طبية أمس إنّ المواجهات المسلحة التي اندلعت ليلة الثلاثاء الاربعاء أسفرت عن سقوط أكثر من 30 قتيلا وعشرات الجرحى. ولا يبدو أن النزيف في اليمن سيتوقف عند هذا الحدّ، فمع استمرار تمسك صالح بالسلطة، وتمسك مناوئيه بمطلب رحيله، يستمر حمام الدم لتبقى الساحة اليمنية مفتوحة على مصير مأساوي اتضحت بدايته ولم تتضح نهايته. ضغوط وبالتوازي مع الضغط الميداني، تستمر الضغوط السياسية الدولية على نظام علي عبد اللّه صالح، فقد أعلنت أكثر من دولة غربية وعربية سحب بعثتها الديبلوماسية من اليمن وتعليق نشاط سفاراتها وقنصلياتها. وقد أعلنت الكويت أمس سحب بعثتها الديبلوماسية من اليمن بسبب المخاوف الأمنية، فيما قرّرت ايطاليا غلق سفارتها مؤقتا وأجلت رعاياها. وفي سياق متصل كشفت مصادر أمريكية عن وجود تعاون أمريكي وأوروبي مع مجلس التعاون الخليجي لتصعيد الضغوط على الرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح.