استثنائية جدا وذات حساسية خاصة باكالوريا هذه السنة...حقيقة تجلت في أكثر من مركز امتحان في مدينة المهدية حيث انطلقت الحركة مع بدايات الصباح الباكر... أمام معهدي الطاهر صفر وابن سينا بالمدينة اجتمعت نخب من أولياء التلاميذ ولجان حماية الثورة ودوريات من الجيش الوطني والحرس والأمن وأفواج من الأساتذة المتطوعين. الجميع هيؤوا وأنفسهم للحدث يحدوهم وعي بأن الباكالوريا الأولى بعد ثورة 14 جانفي ستكون مصيرية وفي نسج مسار الوطن وأن نجاحها سيكون دعامة قوية لنجاح أشمل. (مجندون) يقول السيد الهادي الرماني وهو مواطن عادي كما نعت نفسه:« نحن مجندون ضمن اللجنة الجهوية لحماية الثورة لنقوم بواجبنا في إنجاح الباكالوريا وسنمكث كذلك طيلة أيام الإختبارات بل ولياليها...هذا ما قررناه وخططنا له جيدا في اجتماعاتنا قبل انطلاق الدورة». في تمام الساعة الثامنة انطلقت اختبارات مادة الفلسفة ومرت الساعات الأولى دون إشكال يذكر وإن شاب المناخ العام جو من الترقب والتحفز سعى الكل إلى عدم إظهاره مبالغا فيه...قال لنا بعض الحاضرين «لا سبيل للتراخي فمن يدري؟» المفاجأة لا تستأذن وهذه البكالوريا عزيزة...» حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحا بدأ بعض التلاميذ يغادرون قاعات الإختيار ولقد فاجؤو الجميع بما بدا على ملامحهم من علامات الإرتياح فالوضع في نظرهم عادي جدا ولا استثناء فيه تقول التلميذة شيماء البوزيدي رابعة اقتصاد وتصرف في معهد الطاهر صفر : «الحالة عادية جدا ولسنا متوترين...أما اختيار الفلسفة الموجه لنا نحن تلاميذ الشعب العلمية فقد كان في المتناول وقد تمكنا من مضامينه أثناء السنة الدراسية...» كلام شيماء البوزيدي أكده زملاؤها أمان الله الذوادي ومنيار الخياط ومروى فتح الله وآخرون كثر من معهدي الطاهر صفر وابن سينا بمدينة المهدية. (صعوبة) تلميذ من شعبة الآداب رجانا عدم ذكر إسمه صادفناه خرج مبكرا من قاعات الإختيار ملاحظا أنه وجد صعوبة في التعاطي مع امتحان الفلسفة لكن الأستاذ كمال العجيمي أستاذ المادة في معهد ابن سينا قال ل «الشروق» إنه ينتظر ألا يجد تلاميذ الآداب صعوبة في التعاطي مع ما قدم لهم بإعتبار وضوح المواضيع والنص هي كما يقول في متناول التلميذ المتوسط بل لعلها من أوضح ما قدم من اختبارات الفلسفة في دورات امتحان البكالوريا...» عموما مرّ اليوم الأول من دورة الباكالوريا الأولى بعد ثورة 14 جانفي في المهدية بسلام دون إشكال يذكر وبلاريب رغم حالة التحفز التي رافقت انطلاق الإختبارت خارج أسوار مراكز الإمتحان...وهي حالة ستتواصل كما أكد لنا كل من حادثنا من لجان الحماية إذ لا سبيل إلى التراخي بل لعل هذا الحرص سيزيد يوما بعد يوم حتى يتحقق للجميع نجاح مضاعف: «نجاح التلاميذ في الباكالوريا ونجاح الشعب في حماية مفصل رئيس من مفاصل مسار ما بعد ثورية.