أريانة-الصباح:انطلقت أمس امتحانات الباكالوريا في دورتها الرئيسية وخضع المترشحون من جميع الشعب العلمية لاجراء اختبارات الفلسفة وبعد انتهائهم منه تجمع عدد غفير منهم أمام معهد خير الدين باشا بأريانة وقد بدا على وجوههم الكثير من الإرهاق والتعب.. وراحوا يتصفّحون كتبهم وكراساتهم ويتثبتون من بعض الدروس.. ويسألون بعضهم البعض عن تفاصيل المواضيع التي وردت في الامتحان.. وكانت المسائل الواردة في اختبار الفلسفة الخاص بتلاميذ شعبة الآداب على حد قول عدد منهم: "ثرية وفي المتناول".. وينص الموضوع الأول على "إلى أي حد يصح القول إن الظواهر الإنسانية لا تصبح ظواهر علمية إلا متى جردت من خصائصها الإنسانية".. أما الموضوع الثاني فهو "لا يكون الإنسان إنسانا إلا بالعمل.. ما رأيك؟" أما المسألة الثالثة فهي تحليل نص فلسفي حول الفلسفة وأزمة الإنسانية ودعي المترشحون إلى أبراز أسباب اعتراض الكاتب على الفصل بين علوم الفكر وعلوم الطبيعة.. وتفسير عبارة كاتب النص وهو هوسرل نظام كل جماعة قائم أيضا على أجساد الأفراد الذين يكونونها وإبداء الرأي حول إرجاع الكاتب ما هو إنساني إلى ما هو فيزيائي. في حين أبدى عدد المترشحين من الاختصاصات العلمية وهي الرياضيات والعلوم التجريبية والتقنية والاقتصاد والتصرف تخوفا من الموضوع الثاني "هل يمكن القول بأن الدولة تمثل حلا لمشكل علاقة الإنسان بالإنسان".. وخير الكثير منهم موضوع "هل يتماشى الاعتقاد في العلم مع الموقف العلمي".. في حين فضلت ثلة منهم تحليل النص لباسكال "خواطر" المرفوق بعدد من الأسئلة "أي تصور للأنا ينقده الكاتب؟؟ وكيف وصف الكاتب مثال الحب لنقد هذا التصور.. وما هو تصور الكاتب للأنا من خلال قوله "لا نحب أحدا إلا من خلال صفات مستعارة".. انطباعات متباينة عن انطباعاته حول اختبار الفلسفة لامتحان الباكالوريا لهذا الموسم يقول التلميذ عباس النفاتي الذي يجتاز امتحان البكالوريا لأول مرة انه اختار تحليل موضوع الدولة وقال إن الامتحان يبدو خلال الوهلة الأولى سهلا لكنه في الواقع هو من السهل الممتنع لأنه يتطلب الكثير من الجهد والتفكير. ويذكر سليم الواتي أنه خير موضوع الفلسفة والعلم وقد سعى إلى اتباع المنهجية التي يؤكد عليها أساتذته وهو يأمل في أن يكون قد أصاب والى جانب تركيزه على المنهجية فقد تسلح بكم هائل من المعلومات وحفظ بعض المقولات لفلاسفة كبار ليستشهد بها متى يقتضي الأمر ذلك. ولاحظ أن برنامج الفلسفة طويل جدا ولا يمكن للتلميذ استيعابه والتمكن من جميع الدروس بنفس الكيفية خلال سنة دراسية واحدة. أما عثمان الحرباوي المحرز على معدل سنوي يتجاوز 12 من عشرين فقد أبدى الكثير من التفاؤل باختبار الفلسفة وعبر عن رغبته الكبيرة في النجاح بتفوق وإسعاد قلوب جميع أفراد عائلته. ويقول التلميذ أشرف حرب إن اختبار اليوم الأول في امتحان البكالوريا في متناول التلميذ المتوسط وعبر زميله بنفس الاختصاص أي الاقتصاد والتصرف عن أمله في نجاح جميع أصدقائه خاصة وأن من سيرسب منهم سيكون في وضعية صعبة لأن باكالوريا هذا العام هي آخر باكالوريا في النظام التربوي القديم.. ويقول مهدي جبير أنه لم يجد أية صعوبة في تناول موضوع الفلسفة والعلم ولا شك أنه محق في قوله فهو ممتاز في الدراسة ومحرز على معدل سنوي يفوق 14 من عشرين. وخلافا لما يذهب إليه مهدي فإن أيمن مقطوف وعماد البرقاوي وأسامة السلامي وريم بوقمرة ومحسن الهذيلي وجدوا صعوبة في تحليل الموضوع الفلسفي.. وبعد إجراء اختبار الفلسفة خضع المترشحون لامتحان البكالوريا إلى اختبار في مادة الإعلامية وهي مادة اختيارية.