أعلنت روسيا أمس عزمها عقد مباحثات مع ممثلين للمعارضة السورية، في خطوة اعتبرها محلّلون محاولة وساطة للخروج من الأزمة الحاصلة في البلاد، مجدّدة رفضها القاطع صدور أي قرار دولي بشأن سوريا وسط دعوات الى تنظيم مظاهرات في اطار اليوم العالمي للتضامن مع سوريا فيما أكدت دمشق أن تدخل مجلس الأمن في الشأن الداخلي سيسمح للارهابيين بمواصلة جرائمهم. وألقت وحدات من الجيش السوري أمس القبض على مجموعتين قياديتين للتنظيمات المسلحة في بلدة حسر الشغور التابعة لمحافظة «إدلب» شمال غرب سوريا. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن تنظيمات ارهابية مسلحة قامت الليلة قبل الماضية بمهاجمة «مغرزة» تابعة للقوى الأمنية في «معرة النعمان» مما تسبب في وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوى الأمنية. المعارضة السورية في روسيا وبالتوازي مع هذه المستجدات، أعلنت موسكو أنها ستستقبل وفدا من المعارضة السورية في العاصمة الروسية في الأيام القليلة المقبلة. وقالت وكالة «نوفوستي» للأنباء إن وفد المعارضة السورية سيصل الى موسكو قريبا مشيرة الى أنه يضمّ عددا من الناشطين الحقوقيين. وأكدرئيس إدارة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الروسية الكسندر يفيموف أنه يجري تحديد مكان وزمان عقد اللقاء وطبيعة المشاركين فيه. واعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية أنّ بلاده تعارض أي قرار أممي حول سوريا وأن هذه المبادرة من شأنها أن تزيد الوضع خطورة في هذا البلد. وقال الكسندر لوكاشيفيتش إن الوضع في سوريا لا يشكل في رأينا تهديدا للأمن والسلم العالميين. ولم تفض نقاشات أعضاء مجلس الأمن الليلة قبل الماضية الى التصويت حول قرار يدين سوريا، وذلك بسبب رفض روسيا والصين التصويت عليه ومعارضة لبنان والهند والبرازيل وجنوب افريقيا له. تحويرات على القرار الدولي وأدخلت بريطانيا وفرنسا عدّة تحويرات على مسودة القرار، حيث ضُمّن استنكار المجموعة الدولية العنف ضدّ قوات الأمن وأضيفت له عبارة إنّ الحلّ الوحيد للأزمة الحالية يكون عبر عملية سياسية شاملة تقودها سوريا. وقال السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين. لقد تم شطب أشياء كثيرة من نص المسودة وأريد أن أرى نسخة نظيفة للقرار. بدوره، طالب وزير الخارجية السوري وليد المعلم الأممالمتحدة بمساعدة بلاده على محاربة الجماعات الارهابية محذرا من ادراج الشأن الداخلي السوري على أجندة مجلس الأمن وإن أي قرار سيصدره المجلس تحت أي عنوان لن يعمل إلاّ على تفاقم الموقف في سوريا وإرسال رسالة الى هؤلاء الارهابيين بأن ما يمارسونه مدعوم من المجلس. وأوضح أن المظاهرات التي بدأت سلمية سرعان ما تحوّلت الى عنيفة ونجم عنها قتل وتخريب واكتشف عدد من مخازن الذخيرة في بعض المناطق وأن هذا الأمر يقود دمشق الى الاعتقاد بأن القضية لا تمّت إلى الاصلاح بصلة. في هذه الأثناء، وجهت مجموعات حقوقية نداء الى الجاليات السورية في الخارج لتنظيم مظاهرات في شتى أنحاء العالم للتضامن مع سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن طائرات الهيلوكبتر أطلقت النيران على المتظاهرين في شمال غرب البلاد. وأكد شاهد عيان: حلقت 5 طائرات هيلوكبتر على الأقل فوق «معرة النعمان» وفتحت نيران رشاشاتها على عشرات الآلاف من المتظاهرين، حسب قوله.