بالتزامن مع مشروع قرار «عربي غربي» جديد تقدمت به الجامعة العربية لمجلس الأمن ضد دمشق, أكدت موسكو رفضها لأية خطوة أممية تفرض عقوبات على النظام السوري أو تمهد لاستخدام القوة في سوريا مقترحة تعديلات على نص قرارها حول الأزمة. وقال ديبلوماسيون الليلة قبل الماضية ان دولا عربية وأخرى أوروبية تريد التصويت مطلع الأسبوع المقبل على مسودة قرار جديد تم اعدادها وفق خطة الجامعة العربية الرامية الى إنهاء الأزمة في سوريا , حسب قولهم . وتدعو مسودة القرار الذي أعدته بريطانيا وفرنسا وألمانيا مع دول عربية الى الاقتداء بالجامعة العربية من خلال فرض عقوبات ضد النظام السوري ودعم انتقال السلطة في سوريا «اهتداء» بالنموذج اليمني . وأشار الديبلوماسيون الى أن الدول العربية الراعية لمؤامرة اسقاط الأسد ترغب في حصول مسودة القرار على تأييد واسع مؤكدا أن الدول العربية والغربية تعمل مع موسكو للتنسيق والتشاور حول هذا الأمر . واعتبروا أن التصويت في مجلس الأمن قد يتم الاثنين أو الثلاثاء المقبلين . وأعلن المتحدث باسم الاممالمتحدة أن بان كي مون تلقى رسالة من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي يطلب لقاءه . موقف روسي صارم في الطرف المقابل لجبهة التآمر العربية الغربية ضد سوريا, أكدت موسكو أمس موقفها الصارم والحازم حيال الأزمة السورية قائلة انها لن توافق أبدا على أية خطوة أممية تفرض عقوبات على سوريا أو تدعم العقوبات الأحادية التي سلطت على دمشق مؤخرا . وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان بلاده منفتحة على أية مقترحات بناءة بشأن سوريا تنسجم مع المهمة المحددة لانهاء العنف . وأضاف لافروف : لن ندعم مقترحات تفرض بموجبها عقوبات أحادية ضد سوريا وهي العقوبات التي أعلنت دون مشاورات مع الصين أو روسيا أو غيرهما من بلدان «بريكس» وهي المجموعة الدولية التي أيضا تضم البرازيل والهند وجنوب افريقيا واصفا دعم موسكو لمعاقبة سوريا بغير العادل وغير المجدي. وتابع أن أي قرار ستدعمه موسكو يتعين أن ينص بوضوح على عدم امكانية استخدام القوة وأن يمنع تأويله لتبرير أي تدخل عسكري خارجي في الأزمة السورية . وأبدى المسؤول الروسي استعداد بلاده لاستضافة الأطراف السورية في أراضيها لاجراء حوار بينها مشددا على ضرورة أن يحث المجتمع الدولي كافة السوريين على الجلوس الى طاولة المفاوضات والابتعاد عن المجموعات المسلحة التي يشملها أيضا مبدأ الالتزام لوقف العنف وفقا لمبادرة جامعة الدول العربية . بالتوازي مع هذا الموقف الروسي, اشارت مصادر قريبة من الكرملين الى أن موسكو «أنهت اعداد مشروع قرارها المعدل وستطرحه كذلك على أعضاء مجلس الأمن» وبهذا تتخذ موسكو موقفا مدافعا ومهاجما في آن واحد بمعنى أنها ترفض المسلمات السياسية والأهداف الاستراتيجية التي يبني عليها الغرب والعرب خطوتهم في مجلس الأمن وتجسد مواقفها ورؤاها للمشهد السوري بمسودة قرار . وقال السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين «نحن ندرس مشروع القرار كل الوقت ولم نتوقف عن دراسته».