يعيش «حزب الله» اللبناني، حليف سوريا الاستراتيجي، حالة من (القلق والترقب) في انتظار جلاء المشهد في سوريا حيث تتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، منتهجا خط الاعتدال وساعيا إلى (تقليص خسائره) لكن مراقبين رأوا ان الحزب يعيش أيضا ما يشبه حالة «الاستنفار» خوفا من احتمال سقوط النظام في سوريا. ويقول مدير مركز الأهرام للترجمة والنشر ونائب مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية وحيد عبد المجيد (يبدو «حزب الله» في موقع القلق لا سيما بسبب نظرة الناس في العالم العربي والإسلامي إليه، إذ يفترض انه حزب مقاوم، لكنه يقف الان الى جانب نظام يقتل كل يوم العشرات من أبناء شعبه)، حسب قوله. ويضيف : «لا يختلف اثنان على ان كل ما يجري في سوريا اليوم يؤثر سلبا على «حزب الله» في لبنان. فسوريا شديدة الأهمية بالنسبة الى «حزب الله»، انها منفذ أساسي له وداعم سياسي مهم». ويعد «حزب الله» العمود الفقري لقوى الثامن من «أذار» المؤيدة لدمشق التي تتقاسم ولاءات اللبنانيين مع قوى الرابع عشر من «أذار» المناهضة للنظام السوري وابرز اركانها رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري. ويقول الاستاذ الجامعي والكاتب اللبناني سعود المولى (السكوت المطبق الذي يبديه «حزب الله» يؤشر على الازمة التي يعيشها بسبب الأوضاع في سوريا). ويرى سعود المولى ان «حزب الله»، الذي بات يملك مع حلفائه الاكثرية النيابية، لن يدفع في اتجاه تشكيل حكومة «من لون واحد» قريب من دمشق، لما يعنيه ذلك من «تحمل مسؤوليات واستحقاقات غير يسيرة» في الداخل اللبناني اضافة الى ما قد تشكله مثل هذه الحكومة من تحد للمجتمع الدولي في ظل ما يحدث في سوريا. وفي المقابل، لفت الى ان «الوقت ما زال مبكرا بالنسبة الى «حزب الله» للتنازل باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية». ويضيف «الامور كلها مرتبطة بالتطورات السورية التي يراقبها الحزب عن كثب». وترى الباحثة اللبنانية امل سعد غريب، صاحبة كتاب ««حزب الله»، السياسة والدين»، من جهتها ان الهدوء في خطاب نصر الله «قد يكون سببه ان المزاج الشعبي العربي الذي يعوّل عليه «حزب الله» يبدي تعاطفا كبيرا مع المحتجين السوريين».