يبدو أن صفقة انتقال مهاجم الترجي الجرجيسي بصفوف الترجي الرياضي لم تقتصر على الاعتبارات الفنية والمالية والتنافسية فحسب بل جاءت أيضا لتؤكد العلاقة المتينة بين الفريقين. يعتبر ترجي الجنوب أحد أبرز الفرق التي اختارت اسم «الترجي» تيمنا بشيخ الأندية التونسية (الترجي الرياضي) حتى أن ثلة من أبناء جرجيس اختاروا تقمص أزياء فريق «باب سويقة» دون سواها على غرار الطاهر جبنون ومحمد خنيسي... بالإضافة إلى هذه الصلة الوثيقة بين الترجيين والتي كانت مهمة بخصوص تبادل اللاعبين فإن إمضاء المهاجم محمد علي سلامة لفائدة الترجي الرياضي خضع إلى عدة اعتبارات موضوعية وهو ما حاولنا رصده. الليلي يعدد خصال سلامة يعتبر المدرب شهاب الليلي الشخص الأنسب ليعدد الخصال الفنية والبدنية والذهنية للمهاجم محمد علي سلامة بحكم أنه يشرف على تدريبه في صفوف ترجي الجنوب ويلخص الليلي جملة هذه الصفات في النقاط التالية: يملك محمد علي سلامة قدرات فائقة على مستوى فك المحاصرة التي يفرضها عليه مدافعو الفرق المنافسة ويصنف سلامة ضمن المهاجمين الصريحين وهذه النوعية من المهاجمين أصبحت نادرة نسبيا في بطولتنا. يجيد محمد علي سلامة الضربات الرأسية إذ أنه يحسن الارتقاء والذي عادة ما يكون مرفوقا كذلك بالدقة مع اختيار التوقيت المناسب. يتمتع هذا المهاجم بقوة بدنية واضحة وسيكون قادرا على التألق أكثر خلال السنوات القادمة. يحذق سلامة اللعب بالساق اليمنى ولكنه يستنجد أحيانا بساقه اليسرى كما أنه قادر على تسجيل أهداف متنوعة. يساند سلامة رفاقه في افتكاك الكرة من الفريق المنافس وهو ما يساعد فريقه على هدم العمليات الهجومية بصفة مبكرة كما أنه عادة ما يكون أول لاعب ينبه بقية زملائه كلما تعلق الأمر بتطبيق خطة الضغط العالي على الفريق المنافس. لاحظت أن هذا المهاجم يتميز كذلك بطموح لا حدود له وقد أظهر جدية كبيرة أثناء تمارين الفريق. نقطة للمراجعة هذه الخصال التي ذكرها شهاب الليلي يمكنها أن تحجب بعض السلبيات التي ينبغي على محمد علي سلامة تجاوزها بمجرد التحاقه بفريق «باب سويقة» وفي مقدمتها تجنب كل ما من شأنه أن يتعارض مع متطلبات اللياقة البدنية خارج أوقات التدريب ولو أن وكيل أعمال اللاعب محرز عويدة الذي عرف بتقديمه لعدة خدمات جليلة لفريق جرجيس اتخذ جميع التدابير الضرورية لمساعدة سلامة في معانقة النجاح عند التحاقه بالترجي الرياضي حيث تم الاتفاق على أن يقيم هذا المهاجم بفندق الحديقة. من 140 دينارا إلى 240 ألف دينار ولد محمد علي سلامة يوم 9 سبتمبر 1988 ووقع أول عقد احترافي مع فريق الترجي الجرجيسي في سن 16 عاما وذلك مقابل مبلغ مالي زهيد لا يتجاوز 140 دينارا حسب ما أفادنا به وكيل أعماله وقد واجه محمد علي سلامة في بداية مشواره عدة صعوبات على مستوى التنقل من المنزل باتجاه ملعب التدريب بسبب تواضع شبكة المواصلات وقد كان سلامة على وشك الانضمام إلى فريق «ماتز» الفرنسي عام 2008 ولكنه واجه إشكالا على مستوى الحصول على التأشيرة فحط رحاله ببطولة ليبيا حيث انضم إلى فريق الترسانة الليبي خلال موسم 20082009 وبرع سلامة في تسجيل الأهداف (11 هدفا) وكذلك في تموين زملائه بتمريرات حاسمة (13 تمريرة) ثم عاد مجددا إلى فريق الترجي الجرجيسي ولم يشفع له تألقه في البطولة الليبية لدى مدرب فريق ترجي الجنوب الذي أصر على إخضاعه للاختبارات الضرورية فأمضى عقدا بموسمين (20092011) وذلك قبل أن يلفت أنظار الترجيين الذين نجحوا في التعاقد معه لمدة ثلاث سنوات مقابل 240 ألف دينار وسيكون راتبه الشهري على النحو التالي (3500 دينار خلال الموسم الأول ثم 4000 دينار في الموسم الثاني و4500 دينار خلال الموسم الثالث) يذكر أن سلامة يرتكز على إمكانات بدنية قوامها 68 كيلوغراما وقامته في حدود 183 صنتيمترا. لعبة المزايدات كشف لنا أحد أبناء الترجي الرياضي أن أسباب التعاقد مع المهاجم محمد علي سلامة لا تقتصر على الزاد الكروي الذي بحوزة هذا اللاعب فحسب وإنما يوجد مؤشر آخر كان حاسما في دفع هيئة المدب للإسراع بالتعاقد معه ويتمثل في رغبة الترجيين في إنهاء هذه الصفقة بالذات لفائدتهم بعد أن دخل النجم الرياضي الساحلي على الخط وعبّر بدوره عن رغبته في الظفر بخدماته وهو ما يقيم الدليل على أن التنافس بين الفريقين بلغ ذروته في الكواليس بعد أن كانت المنافسة قد اشتدت بينهما في سباق البطولة ويتواصل بذلك مسلسل الصراعات المحمومة بين الترجي والنجم في تهافتهما على التعاقد مع العديد من اللاعبين كان أشهرهم على الاطلاق «عبد القادر كايتا» وحسان القابسي.