على جسر محول مونبليزير يطل على مشهد لحدائق تعلوها «أكوام الردم» وأكياس القمامة في تجاوز خطير لكل شروط البيئة السليمة والمحيط النظيف. في كل ركن من أركان المساحات الخضراء بقع سوداء خلفتها بقايا حظائر البناء والأكياس الملقاة والزجاج المهشم. هذه المنطقة التي أردناها واجهة لتونس الجميلة المتحضرة صارت تستغيث من فرط ما لحقها من خراب. واذ نعتبر أنه من باب المسؤولية الوطنية والأخلاقية التنبيه الى هذه التجاوزات المضرة بالتوازن البيئي ونظافة المحيط، فإننا ندعو وسائل الاعلام الوطنية الى القيام بدورها كاملا في كشف ما حصل من اخلالات عبر التنقل الى عين المكان ومعاينة الأضرار الناجمة عن تراكم النفايات وكشف خفايا هذا الملف. كما نهيب بالهياكل المسؤولة والبلدية باتخاذ الاجراءات الفورية لإنقاذ هذا المرفق الحيوي الذي يعتبر واجهة عمرانية لبلادنا، علما ان من أهم شروط تعزيز موقع تعزيز تونس كنقطة استقطاب سياحي هي الاستجابة للمقاييس البيئية العالمية. إننا في التحالف الوطني للسلم والنماء الذي آل على نفسه المساهمة بفاعلية في مختلف الأنشطة ذات العلاقة بتعميق حس المواطنة وتجذير السلوك المدني، يدعو كل القوى الوطنية الى ايلاء موضوع السلامة البيئية كل العناية والاهتمام، فتونس الثورة التي أشعت على العالم بمبادئها المدنية السلمية تحتاج الى بنية تحتية عمرانية تعكس هذه الصورة الجميلة حتى تكون قطبا جالبا للاستثمار والسياحة، وحتى تتحقق داخلها مقومات جودة الحياة ومؤشرات النماء والرخاء. إننا نوجه الدعوة الى مختلف الصحفيين والمهتمين بالشأن البيئي ليكونوا في مقدمة الأطراف الفاعلة من أجل إزاحة «أكوام الردم» والغبار والنفايات عن محيط جسر مونبليزير وعن كل المساحات الخضراء المماثلة حتى يجسموا بالفعل أهداف ثورتنا النبيلة، وحتى تكون تونس نظيفة على الدوام.