بعد عمال السياحة دخل يوم الاثنين الماضي أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بسوسة في اعتصام مفتوح بمقر المكتب الجهوي للتشغيل بسوسة وأصدر اتحاد الشهائد المعطلين عن العمل بالجهة لائحة اعتصام مفتوح تماشيا مع قرار المكتب الوطني لهذا الاتحاد والداعي الى الاحتجاج الميداني على قرارات سلط الاشراف والتي أنتجت حسب ما جاء في هذا البيان «مقاييس انتداب لا تلبي استحقاقات التخفيف من حدة أزمة بطالة حاملي هذه الشهائد خاصة لدى من تقادمت بهم سنوات البطالة». وتمّ حصر أسباب هذا الاعتصام حسب ما أقرّه هذا البيان للتعبير عن ثلاث نقاط وهي : التمسك بالاتحاد كاطار جامع لكل المعطلين عن العمل منذ 2006 وكمفاوض رسمي باسم كل حاملي الشهائد المعطلين عن العمل. ورفض عقلية الانفراد بالرأي باتخاذ القرارات التي تعتمدها سلط الاشراف. ورفض اعتماد تلك المقاييس التي تقصي المعطلين الأكثر تضرّرا من السياسات الاقتصادية والتعليمية للنظام البائد. وقد التقت «الشروق»بالمنسق الجهوي لهذا الاتحاد عادل بن فطوم الذي أكّد أن قرار الاعتصام اتخذ بعد سلسلة من الاجتماعات التي اعتبرها فاشلة بين الاتحاد ووزارة الاشراف التي لم تتراجع عن القرارات التي اتخذتها في خصوص مقاييس الانتداب خاصة المتعلقة بمسألة النقاط التكميلية والتربصات والنيابات ومعدل الشهادة العلمية حيث وجد العديد من الذين لهم أقدمية في البطالة أنفسهم بعيدي الحظوظ باعتبار أن الذين تحصلوا على التربصات والنيابات هم من الذين رضي عنهم الحزب البائد. مندوب برتبة صديق مرشد! لم يكن المندوب الجهوي للتشغيل والتكوين المهني بسوسة السيد مذيوب بوعكازين ممنوعا من المقابلات وليس محاطا بحماية ولم يكن متعاليا عن القيام بواجبه بل وجدنا مكتبه مفتوحا وبجانبه بعض المعتصمين في حوار حميمي بل أبعد من ذلك كان يساعد العديد من الحالات لتسجيلهم في مختلف المناظرات وتوجيههم فكانت الأجواء جد ممتازة اغتنمنا الفرصة لرصد انطباعات السيد مذيوب الذي عبر عن تضامنه مع جملة مطالب المعتصمين وفي نفس الوقت أقرّ بالزامية ما جاء في المرسوم آملا في أن تأخذ الادارات المعنية في الاعتبار مطالب هؤلاء المعتصمين داعيا الى محاولة مراجعة ما يمكن مراجعته من قرارات رغم النوايا السليمة التي تضمنتها وحول الاستشارات الواقعة بين سلطة الاشراف ومختلف المندوبيات الجهوية للتشغيل ومنها سوسة أكّد السيد مذيوب ان الاستشارة وقعت وكمندوبية جهوية للتشغيل بسوسة عرضت جملة من الاقتراحات فوقع تطبيق بعضها، وحول كيفية التمتع بمختلف الامتيازات في مجال التشغيل من تربصات قبل الثورة في ظل ما يجمع بأنها كانت تسند لأبناء التجمعيين اضافة الى اخلالات أخرى أجابنا السيد مذيوب قائلا: «لا يمكن لي الاجابة بدقة بحكم أن آلية 21/21 واختيار المنتفعين بهذه الآلية كانت ترجع بالنظر الى الولاية والمعتمدية فمكاتب التشغيل تعمل مع القطاع الخاص ويبقى لهذا القطاع اختيار الشخص الذي تختاره للعمل دورنا يقتصر على ارسال قائمة لا غير». حالات خاصة وعاجلة والتقت «الشروق» بعض الحالات الخاصة حيث طالت مدة بطالة «الأستاذ» سامي عبد الملك حيث يرجع تاريخ حصوله على شهادة الأستاذية في اللغة العربية الى ستة عشر سنة مضت وهو متزوج وأب ويقطن منزلا على وجه الكراء وزوجته لازالت تبحث عن عمل كذلك الشأن بالنسبة الى الآنسة زينب عمري متحصلة على شهادة في التحليل الكيميائي منذ 2005 وهي الثالثة في العائلة بدون عمل الى جانب أختها المتحصلة على الأستاذية في الفرنسية وأخيها في مادة الجغرافيا وتتمنى عائلتها على الأقل تشغيل واحد منهم شعورا بفرحة التتويج على الأقل. ومثل هذه الحالات ومثيلاتها تتطلب حلولا عاجلة لأنها تبقى الجديرة في سلم الأولويات مهما كان جدول المقاييس لأن الغاية تبرر الوسيلة.