لم ينتظر الحكم الدولي عواز الطرابلسي إلى نهاية الموسم ليعلن اعتزاله رسميا ونهائيا التحكيم بعد مسيرة صعبة وناجحة أحيانا كثيرة. مسيرة عواز بلغت من التميز ما جعل منه الحارس الأول في تونس وجعل منه السفير الأول للبلاد في القارة الافريقية. حوار: عبد السلام ضيف الله لماذا الاعتزال قبل نهاية الموسم؟ لقد قلقت... لم أعد أجد الحافز والدافع للمواصلة وعندما تنتفي الرغبة وتنتهي النكهة ينبغي أن ننهي الممارسة. هل كان قرارا سهلا؟ لا أبدا لم يكن قرارا سهلا لأنه أصلا ليس من السهل الانقطاع عن عمل وعن هواية. لكن في النهاية تلك هي سنة الحياة. كيف تحكم على مسيرتك؟ أنا راض عن مسيرتي التحكيمية... فقد مارست هوايتي بشغف ونزاهة ونظافة ولم اتخل أبدا عن مبادئي... لم أطرق باب المسؤولين... رأسي لم ينحن أبدا لأحد. عشت كريما ومارست التحكيم بكرامة إلى حد النهاية. خلال مسيرتك هل تعرضت إلى ضغوطات ما؟ لم أتعرض إلى اي ضغوطات... ربما نظرا لطبيعة تربيتي وانتمائي إلى سلك الجيش الوطني. كما انه لم يضغط علي اي احد. صحيح انه في الكواليس وفي وسائل الاعلام قد تكون هناك ضغوطات لكن لم اتاثر بها. هل تعرضت إلى محاولة ارشاء؟ في تونس لا. (سألته)هذا يعني انك تعرضت إلى محاولات ارشاء خارج تونس؟ هذا صحيح فقد تعرضنا لمحاولة إرشاء قبل مباراة الذهاب بين السينغال والكامرون وكنت حكما رابعا مع يسر سعد الله لكن طردناهم. ما هي الامنية التي لم تحققها خلال مسيرتك التحكيمية؟ ان أشارك في نهائيات كاس العالم. (يصمت قبل ان يواصل) المونديال كان حلمي... كان امنيتي... كان احد ابرز اهدافي في الدخول إلى عالم التحكيم. حرمت كذلك من شرف المشاركة في نهائيات الامم الافريقية؟ ...وتلك نقطة سوداء في مسيرتي... أنا مؤمن بما يتاح لي لكن عدم المشاركة في ادارة مباريات النهائيات الافريقية كان ظلما فادحا... لقد حصل وأن ادرت 6 مباريات في تصفيات كاس العالم فكيف لا ادير ولو مباراة في النهائيات الافريقية؟ ما هو تفسيرك للامر... امر عدم مشاركتك ولو لمرة وحيدة في النهائيات الافريقية؟ ربما لانني لست قويا في العلاقات خارج الميدان؟ ربما لانني لا اقدم هدايا للاطراف المعنية بالتعيين على المستوى القاري... ربما لانني لا اتملق؟ ربما لانني لا اؤمن الا بالعمل داخل الميدان؟ (ثم يستطرد قائلا): الواحد منا يجب ان يكون قنوعا, وأن يرضى بالنصيب وقد عوضني الله بالمشاركة في الدوري القطري حيث نلت ماديا ما لا يمكن أن احصل عليه لو شاركت في نهائيات كاس العالم او في نهائيات كاس الامم الإفريقية. و اود ان اشكر السيد ناجي الجويني على الفرصة التي منحها لي بان ادرت مباريات في الدوري القطري. ما هي أحسن مباراة أدرتها؟ مباراة الدربي التي جمعت النادي الافريقي بالترجي الرياضي؟ ما هي أسوأ مباراة أدرتها؟ لا توجد ما هو القرار الذي اتخذته وندمت عليه؟ هو عدم الاعتزال منذ الموسم الماضي. ما هي المباراة التي تمنيت ان تديرها؟ كنت احلم بادارة الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد. من هو الحكم الذي يعجبك الآن؟ هناك اكثر من حكم واعد الآن في الساحة على غرار : السرايري وبن حسانة والجوادي والكردي واتمنى لهم جميعا التوفيق. لو كان عليك ان ترفع اليوم ورقة حمراء ففي وجه من ترفعها؟ في وجه كل متمعش من قطاع التحكيم. ...وفي وجه من ترفع انذارا؟ لا احد. لمن ترفع راية التسلل؟ لا احد بعد هذا الاعتزال ماذا ستفعل؟ حاليا سوف ارتاح واتفرغ لمشاريعي الخاصة ثم سوف نرى بعدئذ ما يمكن ان نقوم به... أمامي الوقت لأقرر. من هو عواز؟ عواز الطرابلسي ينتمي إلى سلك الجيش الوطني من مواليد :24 - فيفري - 1967 دخل التحكيم سنة 1990 حكم دولي منذ سنة 2005 أول مباراة أدارها جمعت بين النادي الافريقي وشبيبة القيراون أخر مباراة أدارها جمعت بين هلال مساكن والاتحاد المنستيري في الرابطة الثانية يوم الاحد الماضي (19 جوان 2011) قالوا عن مسيرة عواز الطرابلسي عادل زهمول (حكم دولي سابق) : عواز قيمة ثابتة ومن احسن الحكام «كان حكما له قيمته الثابتة و من أحسن الحكام الذي تواجدوا في الساحة... لقد خسرته اللجنة وخسرته تونس. خروجه الآن في غير وقته وكان يمكن ان يخرج بطريقة أفضل. للأسف لم نتعلم كيف نكرم الناجحين منا. فعواز الطرابلسي معه عاد التحكيم التونسي لإدارة الدربي بعد ان كان محجوزا لسنوات للحكام الأجانب. إن تابعته في عديد المباريات كان متميزا وناجحا وله شخصية قوية جدا».