أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمس مذكرات باعتقال العقيد الليبي معمر القذافي ونجله سيف الاسلام ورئيس المخابرات الليبية عبدالله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية منذ اندلاع الانتفاضة في منتصف فيفري الماضي. لاهاي (وكالات) : وقالت المحكمة في بيان إن الدائرة التمهيدية الأولى في المحكمة أصدرت «ثلاثة أوامر توقيف بحق معمر محمد أبو منيار القذافي، سيف الإسلام القذافي وعبد الله السنوسي، بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية (القتل العمد والاضطهاد) يُدعى ارتكابها في ليبيا بدءا من 15 فيفري 2011 إلى 28 فيفري 2011 على الأقل، باستخدام جهاز الدولة الليبية وقوى الأمن». ورأى قضاة الدائرة التمهيدية الأولى وهم انجي مماسينون موناغينغ (رئيسةً) وسيلفيا ستاينر وكونو تارفوسير، أن «هنالك أسبابا معقولة للاعتقاد بأن الأشخاص الثلاثة المشتبه بهم قد ارتكبوا الجرائم المنسوبة إليهم، وبأن اعتقالهم يبدو ضرورياً لضمان حضورهم أمام المحكمة، ولضمان عدم استمرارهم في عرقلة التحقيق أو تعريضه للخطر، ولمنعهم من استخدام سلطاتهم بمواصلة ارتكاب جرائم تخضع لاختصاص المحكمة». ثاني زعيم مطلوب وبهذا القرار يصبح القذافي ثاني رئيس دولة تلاحقه هذه المحكمة اثناء وجوده في السلطة بعد الرئيس السوداني عمر البشير المتهم بارتكاب ابادة جماعية في دارفور. وكان مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية مورينو أوكامبو قد طلب في 16 ماي الماضي من المحكمة إصدار مذكرات توقيف بحق القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس الاستخبارات الليبية عبد الله السنوسي، لمسؤوليتهم عن «عمليات قتل واضطهاد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية»، ارتكبتها قوات الأمن الليبية بحق المدنيين في عدة مدن أهمها طرابلس وبنغازي ومصراتة. وقال اوكامبو في تصريحات صحفية أول أمس الاحد ان «جرائم لا تزال ترتكب حتى اليوم في ليبيا. ومن اجل وقف الجرائم وحماية المدنيين في ليبيا ينبغي اعتقال القذافي». ورحبت عدد من الدول الغربية بدور مذكرات اعتقال بحق القذافي ونجله ورئيس مخابراته. وفي ما يتعلق بما تردد من معلومات حول وجود مفاوضات بين الثوار وممثلين عن القذافي، أكد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أمس ان القذافي لا يمكن ان يكون طرفا في هذه المفاوضات وأنه أصبح اليوم بعد صدور مذكرة الاعتقال معزولا دوليا. وأضاف فراتيني في تصريحات صحفية ان التفاوض بين أطراف النزاع في ليبيا أمر مطلوب ويجب الاسراع فيه لإيجاد حلّ للأزمة، الا أنه لا يجب ان يشمل العقيد الليبي معمر القذافي. غير مطروح للنقاش وفي بيان صدر في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية أعلنت الحكومة الليبية في طرابلس أن مستقبل العقيد معمر القذافي غير مطروح للنقاش وأن القذافي يبقى «الخيار التاريخي الذي لا يمكن استبعاده» على حد نص البيان. وتابع أن وضع ليبيا ومستقبلها أمر يعود للشعب وللقيادة لتقرير ذلك، ولا يعود الى الجماعات المسلحة ولا لحلف شمال الاطلسي. ويأتي البيان لينقض تصريحات سابقة عرضت فيها الحكومة الليبية اجراء مفاوضات بشأن دور العقيد معمر القذافي في المستقبل. وكان من المنتظر ان تقدم السلطة الليبية في طرابلس عرضا لإنهاء الاقتتال وحل الازمة سلميا، لكن الوضع يتجه الى عكس ذلك مع استمرار المعارك بين الطرفين بين كرّ وفرّ.