لقد طالعت ما جاء بالصفحة الثالثة من جريدة «الشروق» ليوم الخميس 16 جوان 2011 فأصابني الذهول من إعلان وزارة التجهيز عن نية الوزارة عن طلب عروض دولي ثان يتعلق بمشروع توسيع وتأمين سلامة الطريق الجهوية رقم 128 في جزئها الرابط بين قربص وعين أقطر على طول 2.5 كلم حيث تؤكد الوزارة أن الإنجاز لم يتأخر. لماذا طلب عرض دولي ثان والمدينة معزولة منذ أكثر من 10 سنوات حيث قلّ زوّارها وأصبحت مدينة مهجورة بعد أن أضرّ بها برنامج الخوصصة وأفقدها ميزة السياحة الداخلية (خلاعة الطبقة المتوسطة). لماذا طلب عروض ثان وقد انقطع الوصل بين جزئي المنطقة البلدية المريسة، قربص، سيدي الرايس، حيث لا يستطيع المواطن المرور إلى إدارة البلدية الموجودة بقربص إلا عبر معتمدية ثانية (تاكلسة) فيقطع بذلك 34 كلم ذهابا وإيابا عوضا عن 8 كلم. لماذا.... ووسائل النقل الرابطة بين مناطق بلدية قربص قد توقفت ما عدا سيارات النقل الخفيفة (التاكسي) التي لا تتقيد لا بتوقيت ولا بمحطة. لماذا.... والمدرسة الابتدائية هجرها أبناؤها بعد أن هاجر الأولياء إلى أماكن مختلفة وعاد التعليم بقربص إلى نظام الفرق بالقسم الواحد classe a section. بعد هذا كله يمكن لوزارة التجهيز أن تضع علامة في مدخل مدينة قربص (قف مدينة مهجورة) فيعود الزائر من حيث أتى. أقول ذلك لأن سكان المنطقة البلدية وعدوهم أن الأشغال ستنطلق في شهر أكتوبر 2010 وإذ بالوزارة تفاجئهم بالجديد. أقول ذلك لأن المواطنين سئموا المغالطة والتسويف. أقول ذلك لأن العمال الذين كانوا يعملون بمدينة قربص في شتى الميادين فقدوا عملهم بسبب انقطاع الطريق. أقول ذلك لأن جرار القمامة ولكي يصل إلى مدينة قربص يجب أن يقطع أكثر من 40 كلم على امتداد 6 ساعات. لذلك المطلوب من وزارة التجهيز أن تمر إلى الإنجاز الفعلي والتوقف عن طلب العروض دولي ثان وفكّ العزلة على هذه المدينة التي كانت إلى وقت قريب قبلة كل التونسيين على امتداد كامل السنة. اللهم إلا إذا كان في العرض الأول مغالطة وشك وعند ذلك على الوزارة أن تفتح تحقيقا وحتى لا تضطر الدولة إلى طلب عرض دولي ثالث ورابع و.... إلى أن يرث الله المدينة ومن عليها.