في الوقت الذي ودّع فيه تلاميذنا مقاعد الدراسة فسح المجال لآخرين جاؤوا من مدن ليبية ومن مستويات تعليمية مختلفة بدءا برياض الأطفال وصولا الى السنة التاسعة أساسي. يوميا يتوجه حوالي 002 تلميذ وتلميذة الى المدرسة الابتدائية شارع الحبيب بورقيبة يدخلون الى فصولهم العشرة... الصغار منهم يدرسون ويمرحون ويركبون ويفككون لعبهم، ورشات رسم وحلقات أناشيد وأغان وطنية والهدف واحد اخراجهم من عزلتهم، أما الآخرين الذين تتراوح اعمارهم ما بين 6 و14 سنة فهم منهمكون في اتمام ما تبقى من برنامجهم الدراسي للسداسي الثاني استعدادا لإجراء امتحانات آخر السنة. فقد شاءت الأقدار ان تكون خارج مدنهم وبعيدا عن مدارسهم يؤطرهم ويرعاهم 22 إطارا تربويا ليبيا منهن السيدة سعاد المصراتي التي أفادت بأن عملهن تطوعي ومنذ البداية كان بالتنسيق مع جمعية «وفاء» الإغاثية والهدف من وراء ذلك العناية بالعامل النفسي للأطفال فقد مرّ على بعضهم أكثر من شهرين بالجهة وتم توفير كل المستلزمات لإنجاح السداسي الثاني للتلاميذ الذين لم يخفوا فرحتهم بما تم توفيره لهم من إحاطة ورعاية. السيد كمال العزلوك مدير المدرسة الابتدائية الحبيب بورقيبة أفادنا بأن هذه المدرسة الليبية بتونس جاءت في ظروف غير طبيعية يمرّ بها الاخوة الليبيين. وقد اتصلت إدارة المدرسة بطلب من جمعية «وفاء» للإغاثة البريطانية لفتح مدرسة ليبية في تونس وتم القيام بالاجراءات المطلوبة عن طريق الإدارة الجهوية للتعليم بمدنين التي لم تر مانعا في استغلال المدرسة وتم الانطلاق في تقديم الدروس منذ 10 جوان الماضي من خلال حصص مسائية ثم تغيير توقيتها حاليا الى الفترة الصباحية من التاسعة الى منتصف النهار والنصف. وتم اختصار البرنامج الدراسي للسداسي الثاني بالنسبة الى تلاميذ مدن الجبل الغربي مثل يفرن والزنتان أما التلاميذ القادمين من طرابلس فيهم من اجتاز الامتحان في مؤسسته بليبيا كما تم التنسيق مع إدارة التربية بنالوت لتمكين التلاميذ بعد اجتياز امتحاناتهم يوم 3 جويلية الجاري من دفاتر نتائج الاختبارات وهيأت إدارة المدرسة كل الظروف الملائمة للنجاح. كما تم الاتفاق مع السيد نور الدين المبروك متفقد تعليم ومختص في الموسيقى على تمكين التلاميذ القادمين من الزنتان والجبل الغربي من حصص ترفيهية في الموسيقى. كما أفادنا بأن المستويات التي تزاول تعليمها حاليا هي من القسم التحضيري وصولا الى 3 إعدادي وتم تسجيل عدد هام من التلاميذ الراغبين في الدراسة في السنوات الأولى والثانية والثالثة ثانوي إلا ان إطار التدريس الليبي لهذه المرحلة غير متوفّر وسيبقى الإشراف العام والتنسيق لإدارة المدرسة على امتداد ثلاثة أو أربعة أسابيع.