لم يمرّ خطاب العقيد معمّر القذافي الذي ألقاه أول أمس في الساحة الخضراء بالعاصمة طرابلس أمام أكثر من مليون من أتباعه بلا ردود أفعال قوية سواء من طرف الثوّار الذين يقاتلون على الميدان أم على المستوى السياسي. من مبعوثنا الخاص الحبيب الميساوي وازن (الشروق) : لقد أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية في المجلس الوطني الانتقالي بليبيا الدكتورة هنية القماطي التي تؤدي زيارة الى ولايتي مدنين وتطاوين أنها تشكّ في أن يكون الصوت الذي ألقى كلمة الجمعة الفارط هو صوت العقيد معمر القذافي. كما قالت الوزيرة ل «الشروق» إن ما وصفهم التلفزيون الليبي بالمناصرين هم من الأجانب والجاليات العربية العالقة بالعاصمة طرابلس وقد خرجوا لتلك المظاهرة تحت التهديد معتبرة ان ما حدث يوم الجمعة هو مسرحية سخيفة أبطالها القذافي وأبناؤه وبعض أتباعهم. الى ذلك تمكّنت «الشروق» من الاقتراب من بعض قيادات الثوّار بالجبل الغربي ورصدت بعض ردود الأفعال خاصة ما يتعلق بالتحذير الذي وجهه القذافي الى الثوّار من أجل اعادة البوّابة الحدودية بوازن ذهيبة الى الكتائب وأمهل الثوّار ثلاثة أيام ستقوم بعد هذا الأجل الكتائب بهجوم على المعبر لإعادة السيطرة عليه كلّفها ذلك ما كلّفها. والحقيقة ان الثوّار يعتبرون هذا التحذير سخيفا وقالوا لأنهم ينتظرون الكتائب للمنازلة في أي شبر من التراب الليبي. فرنسا والإنزال ومن المعلومات الهامة التي تحصّلت عليها «الشروق» في سياق الحديث عن الوضع العسكري الميداني كشف مصدر من الثوار ان فرنسا حاولت وتحاول اقناع المعارضة الليبية وأعضاء المجلس الانتقالي بضرورة القيام بعمليات إنزال برّية سواء بالمنطقة الشرقية او بمنطقة الجبل الغربي ونافوسة. نفس المصدر أفاد «الشروق» بأن شباب الثورة والمقاتلين يرفضون ذلك رفضا قاطعا بل يعتبرون هذا الامر شكلا من أشكال الاستعمار الجديد. ومن قبيل الحاصل ان نتكتّل كثوار لمنع أية عملية انزال برّي ولن نترك ليبيا عرضة لأطماع فرنسا او غيرها. ومع أن مصدرنا قال ل«الشروق» ان الثوّار يقدّرون حق التقدير الدور الذي تلعبه فرنسا وقوات التحالف من اجل الاطاحة بنظام معمر القذافي فإن ذلك لا يعني أنهم مستعدون لتقديم تنازلات لأنهم يعتبرون ان ليبيا ليست للبيع ولا هي محل رهان لأي طرف من الأطراف المتدخلة في الصراع. غياب التنسيق مع «الأطلسي» والحقيقة ان الثوّار يعتقدون ان عجز قوات ال«ناتو» عن اصابة قوات الكتائب في مقتل مردّه عدم تنسيق قوات الحلف الأطلسي معهم ولذلك كانت أغلبية الغارات الجوية فاشلة عسكريا، فالكتائب تتحرك وتغيّر من مواقعها بل قد غيّرت من تكتيكاتها وأصبحت تتقدم بأعداد صغيرة مستعملة التمويه الى الحد الذي لا يمكن التفريق بينها وبين الثوّار. وغياب التنسيق هذا دفع بالثوّار الى مطالبة المجلس الوطني الانتقالي ببنغازي بإعادة توزيع المهام داخل المجلس مما يسمح لثوّار الجبل الغربي بتمثيلية أحسن مما سيؤثر حتما على العمليات العسكرية في الاتجاه الايجابي بما أن الثوّار سيكونون طرفا مفاوضا مباشرا مع القيادة العسكرية لحلف الناتو ومن ثمّة التنسيق مع قوات الأطلسي برّا وجوّا.