باريس بنغازي وكالات أعلن آلان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي أمس ان فرنسا تعارض فكرة ارسال قوات الى ليبيا لارشاد الضربات الجوية، وذلك فيما يحاول الغرب جهده لكسر الجمود العسكري في الحرب الدائرة هناك. وأضاف جوبيه للصحفيين ان الوضع العسكري في ليبيا «صعب» و«ملتبس» وذلك بعد شهر من قيام فرنسا بتفويض من الاممالمتحدة بشن أولى الغارات الجوية على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. وتابع ان الغرب أساء تقدير قدرات العقيد الليبي معمر القذافي على تكييف تكتيكاته ردا على التدخل العسكري لحلف شمال الاطلسي، حيث تحول جيشه الى العربات الخفيفة مثل الشاحنات الصغيرة بعد الضربات الجوية التي قادتها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة واستهدفت دباباته وأسلحته الثقيلة. وقال جوبيه للصحفيين «مازلت معارضا تماما لنشر قوات على الارض» مشيرا الى أن قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة لا يسمح بالتدخل في ليبيا. واضاف «يبدو.. انه لن يكون هناك حل عسكري.» وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية وعضو الحزب الحاكم أكسيل بونياتوسكي قال هذا الاسبوع ان التدخل بقوات برية هو السبيل الوحيد لدعم حملة الائتلاف الدولي ضد ليبيا التي تعثرت بسبب لجوء القذافي لحماية مدرعاته في المناطق السكنية. وقال جوبيه «ربما يكون الامر الذي أسأنا تقديره هو قدرة القذافي على التكيف». وتأتي تصريحات وزير الخارجية الفرنسي في حين قالت بريطانيا أمس انها سترسل ضباطا يعتقد ان عددهم سيكون نحو 12 لمساعدة المعارضين الليبيين الذين يفتقرون في قتالهم الى التنظيم والقيادة. ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض في باريس اليوم الاربعاء لبحث سبل المضي قدما على طريق حل سياسي. وقال جوبيه ان التوصل لحل سياسي يتطلب وقفا «حقيقيا» لاطلاق النار وأن تجلس المعارضة الى مائدة التفاوض مع زعماء القبائل ومسؤولين منشقين عن القذافي. وتابع ان الضغط العسكري يجب ان يستمر بل ويتم تكثيفه للتشجيع على مزيد من الانشقاقات.
قصف عنيف لمصراته
في الأثناء، واصلت الكتائب الأمنية التابعة للعقيد القذافي أمس قصف مصراتة غربي ليبيا مستهدفة أنحاء مختلفة من المدينة التي يسيطر عليها الثوار، بينما أعلن التلفزيون الحكومي أن طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) شنت غارات على مدينة سرت والعاصمة طرابلس. ونقلت وكالة «رويترز» عن باحثة بمنظمة العفو الدولية أن القوات الأمنية قصفت المنطقة الواقعة شمال غربي وسط المدينة، مشيرة إلى أن القصف يجري من مسافة قريبة جدا وأنها شاهدت ضحايا ينقلون إلى المستشفيات. وقال أحمد هدية، وهو أحد شباب «ثورة 17 فبراير» أمس إن الكتائب تقوم بالقصف العشوائي عبر راجمات وصواريخ غراد ومدافع الهاون والدبابات بعد أن أفشل الثوار كل محاولاتهم دخول المدينة. وأضاف أن المعارك المباشرة تدور في شارع طرابلس الذي يدور صراع مرير للسيطرة عليه، مشيرا إلى أن الثوار مصممون على الاستبسال عن المدينة وتحرير كامل ترابها من الكتائب. وكان مصدر طبي ذكر أن 15 شخصا قتلوا أول أمس بمعارك شارع طرابلس، بينما أفادت إدارة مستشفى مصراتة بأن المعارك بالمدينة أسفرت عن سقوط نحو ألف قتيل وثلاثة آلاف خلال الأسبوعين الماضيين. كما أعلن الثوار من جهتهم عن أسر ثلاثين فردا من كتائب القذافي وحرق 31 دبابة.
110 قتلى في جبل نفوسة
من جهة أخرى قال مصدر من الثوار وشهود عيان بليبيا إن 110 أشخاص قتلوا خلال يومي الأحد والاثنين بينهم ثوار ومدنيون بقصف شنته كتائب القذافي بمنطقة جبل نفوسة. وواصلت الكتائب قصف مداخل مدينة نالوت الواقعة بالمنطقة، وذكر أطباء بالمدينة أن الإصابات سببها القصف بالقنابل العنقودية. وفي بني وليد، دمر الثوار قافلة آليات تنقل الوقود كانت متجهة إلى مدينة سرت لإمداد كتائب القذافي. كما قال سكان بمدينة الزاوية إن كتائب القذافي تجبر المواطنين على إرسال أبنائهم للمدارس، وتهدد المعلمين والمعلمات من أجل الحضور.
من جهته ذكر التلفزيون الحكومي أن طائرات تابعة للناتو شنت أمس غارات على مدينة سرت وعلى العاصمة طرابلس. وأضاف أن الحلف قصف أيضا منطقة الهيرة بمدينة العزيزية، دون ذكر المزيد من التفاصيل. وأكد بيان للناتو أن غارات جوية شنها الحلف الليلة قبل الماضية استهدفت البنية التحتية للاتصالات ومقر قيادة اللواء 32 على بعد 10 كلم جنوبي طرابلس. وقال قائد عمليات الحلف الجنرال تشارلز بوتشارد في بيان إن الناتو يواصل حملته لإضعاف قوات القذافي وإيقاف هجماتها المستمرة على المدنيين.